

الرِّضا عن الحياة
حوارات
يشير مصطلح "الرِّضا عن الحياة" في هذه المقالة الى التقييم الإيجابي، الذي يتكوّن في عقل وقلب الانسان، تجاه حياته الشخصية، ويكشف كذلك عن إيجابية وشمولية التجارب الذاتية على المدى الطويل، ومن بعض ما يبدو لي يعزّز الرِّضا عن الحياة في
عالم اليوم، نذكر ما يلي:
-العلاقات الإيجابية مع الآخرين تمثل أحد أهم متطلبات تحقيق الرِّضا في الحياة، بسبب كونها مجزية للجميع، ويشعر الانسان بالرضّا في الحياة عندما يقدّر قيمة علاقاته، الفردية والاجتماعية، الإيجابية، خصوصا عندما يدرك مساهمتها في تقديره لذاته، وشعوره بالسعادة
بسبب وجود أشخاص إيجابيين في حياته، ودودين ومتعاطفين معه.
-تحقيق الذات:
يحقّق المرء ذاته عندما يشبع حاجاته الأساسية بشكل إيجابي ومعتدل، وسوف ينشأ عن ذلك الرِّضا النفسي الصحّي بسبب تمكن الانسان
من استعمال إمكاناته، وقدراته، ومهاراته الشخصية في عيش حياة مُرضية بالنسبة له.
-الاستمتاع بالحياة:
يستمتع الشخص في حياته عندما يربط شعوره بالسعادة بالتجارب والتفاعلات الإنسانية يشترك فيها مع الآخرين.
ويستمتع أيضًا عندما يكون حاضرًا ذهنيًّا أثناء عيشه لأغلب لحظات حياته، ولا يكون مشغولاً بإفراط في التفكير السلبي تجاه أمور خارج نطاق تحكّمه!
-الصبر:
التأنّي والقدرة على تحمّل الضغوط النفسية، والتفكير المرن تجاه المشكلات الحياتية الاعتيادية، وعدم الاستعجال في تكوين الانطباعات الشخصية، وتفادي الانغماس السلبي في التفكير العاطفي، هي بعض جوانب ممارسة الصبر في الحياة، فطوبى لمن صبر.
-التحرّر من عُبُودِيّة المادِّيات:
يتكوّن الرِّضا في الحياة عندما يبدأ يتحرّر الفرد، لا سيما في عالم اليوم الاستهلاكي، من أي نوع من العبودية النفسية تجاه الماديّات.
ويتوقف باختياره عن ربط الحصول عليها بشعوره بالطمأنينة وبالرضى النفسي، وعندما يتحرّر من شغفه المفرط تجاه الماديّات،
فسيؤدي ذلك أيضًا الى زيادة قناعته بما يملكه حاليًّا من الأشياء الحياتية الأساسية.
-التوقّف عن مقارنة النفس بالآخرين:
خير للفرد أن يتذكّر دائمًا أنه متميّز فكريًّا ونفسيًّا، وأنّه إذا بدأ ينغمس في مقارنة سلبية مع الآخرين، فسيؤدي ذلك الى شعوره المستمر
بالحرمان وبعدم الرضّا النفسي وربما بالاكتئاب.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي