الثلاثاء 22 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

الشيوخ أبخص

Time
الأحد 09 أغسطس 2020
السياسة
سعود السمكة

نحن اليوم ومن خلال أزمة "كورونا"، ورغم بشاعتها وقسوتها على الصعيدين، الصحي والاقتصادي، ألا اننا نشكرها على الصعيد الأمني، لأنها كشفت لنا أشياء لم نكن نحسب لها أدنى حساب، وإذا بها تشكل اعظم خطورة على الأمن العام.
قبل "كورونا" لم نكن نعلم أن جهازنا الأمني مخترق الى هذه الدرجة من الخطورة، ومن خلال هذا الاختراق تمت زراعة العملاء والجواسيس، ودكاكين غسيل الاموال العائدة لتجار المخدرات، وتجار الاقامات، والداعرات.
قبل "كورونا" كان حديثنا عن الفساد بحدود النواب الحفاة العراة الذين في يوم وليلة اصبحوا من ملاك العقارات، واصحاب ارصدة الملايين (الحوت وحلوقنا واللي جنس أخوه من أمه العراقية) ومن على شاكلتهم، وهم غالبية اعضاء المجالس اللي صارت اخيرا، وسرقة التأمينات.
كلها عمليات فساد، وإن كانت اجرامية، إلا أن الغرض منها كان الحصول على المال لا أكثر، لكن رغم هذا كانت محل استنكار ومطالبة بكشفها باعتبارها جرائم تعد على الاموال العامة، وانحرافا باخلاقيات المجتمع الكويتي الذي كان تربى على الامانة والصدق.
لكن بعد "كورونا" بدأنا نكتشف جرائم تهدد أمن الدولة، وتعد العدة لقوى خارجية لتنفيذ مشاريعها العدوانية، وألا كيف لأحدهم العراقي ان يتحول الى "بدون"، ويحصل على قيد أمني ثم على جواز "مادة 17" من دون المرور على "الجهاز المركزي"، ثم فجأة يصبح من الفعاليات الاجتماعية، ويسكن أحد القصور في جنوب السرة، ويؤمه كبار المسؤولين في ديوانه ويصبح من اصحاب الملايين ومثله الايراني "ف" الذي عاث في البلد إثما وفسادا، وفي كل مرة يتم القبض عليه تتوسط له واسطة فساد وتخرجه؟
أمثال هؤلاء من صنعهم ودربهم، وملأ جيوبهم بالاموال، ومن سهل لهم الوصول الى مكاتب كبار الامنيين ليرشوهم مقابل تنفيذ فسادهم؟
إنها يا سمو رئيس مجلس الوزراء ليست عمليات فساد تقليدي، لكنها حتما نتيجة لثقافة التهاون مع الفساد التقليدي أدت الى جعل العين على الكويت لتوظيفها في ممارسة العهر الاجرامي بكل انواعه، وفي مقدمه جعل الكويت الحديقة الخلفية لجرائم غسيل الاموال، ومن ثم اختراق مؤسساتها الامنية، ومراكز القرار فيها، ليخرج الامر من ايدي الدولة لتصبح مكتوفة الايدي كما هو لبنان العزيز اليوم.
إن الأمر في غاية الخطورة يا سمو رئيس مجلس الوزراء، والاخطر أنهم أصبحوا من خلال القوة المالية راحوا يشترون اكبرها واسمنها في بعض مواقع الجهات الامنية، والاكثر خطورة ان بسبب ليونة اجراءات الدولة، وتغميض العيون تجنبا لوجع الرأس، دخل بهذه الالعاب الخطرة "شيوخ وشيخات" يهيمنون على مواقع مهمة في الدولة، حيث أصبحوا بنفوذهم يشكلون سواتر فولاذ لحماية الفساد، على اعتبار أن الناس تنظر الى الشيخ نظرة فيها الكثير من الاحترام على أساس الموروث، والمفهوم أن الشيخ، بحكم انتمائه الى أسرة الحكم، فهو بطبيعة الحال سوف يكون أكثر حرصا على أمن البلد من غيره، وهذا ما فهمناه من أهلنا ونحن صغار "الشيوخ أبخص".

تحياتي
(...وللحديث بقية)
آخر الأخبار