

الصَّلِيبِيُّون الجُدُد وإخراج المسلم من الإسلام
حوارات
"وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"(البقرة 120)
يشير مصطلح "الصَّلِيبِيُّون الجُدُد" في هذه المقالة الى الحملات الصليبية التي بدأت في القرن الحادي عشر، ولا تزال مستمرة، والتي يقودها حاليا الصَّلِيبِيُّون الجُدُد، متخفون وراء أقنعة مثل العلمانية، والليبرالية، وما يشابهها من أيديولوجيات ماديّة فاسدة.
ولا يهدفون وراء نشاطاتهم الى تنصير المسلمين، لكنهم يهدفون الى إخراج الفرد المسلم من الإسلام، بهدف محو الإسلام، وقيمه ومبادئه وعقائده من عقول وقلوب المسلمين.
ومن بعض مظاهر ووسائل إخراج المسلم من الإسلام في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
-الاضطراب العقائدي وذلك عبر فصل العقائد الإسلامية الأساسية عن سلوكياتها الأخلاقية، التي من المفترض أن يمارسها المسلم في حياته.
ومعارضتها ما يُزعم أنها الحداثة والتطوّر الحضاري، مما يؤدي حتمًا الى وقوع المتأثر بهذه الظاهرة في مصيدة اضطراب الهوية، والزعم أنّ الإسلام مُتعدِّد بهدف تشويه العقائد الإسلامية الأساسية، والشاملة.
-إثارة الصراعات الطائفية، فبالنسبة للصَّلِيبِيُّين الجُدُد، الهدف الأهم ورأس قائمة محاربتهم للإسلام للقضاء عليه من الداخل، ويتمثل في اِختِلاق، وإثارة وإدامة النزاعات والصراعات المذهبية بين المسلمين، بهدف إضعاف وحدتهم العقائدية، حتى يتم فتح ثغرات يدخل خلالها أعداء الإسلام، ليعيثوا في الأمّة الإسلامية فسادًا وإفسادًا.
-علماء السوء: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا! قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم! فلو كان ما دعوا إليه حالا كانوا أول المستجيبين له! فهم في الصورة أدلآء وفي الحقيقة قطاع الطريق"(إبن قيم الجوزية-الفوائد-85)، وهم القدوات السيئة التي تؤدي سلوكياتهم الى تشويه سمعة القدوات الحسنة في المجتمع الإسلامي.
-التقليد الأعمى للثقافة الغربية العلمانية الليبرالية المتحررة أخلاقيًّا ظاهرًا الصليبية باطنًا: ربما يؤدي التقليد الأعمى للثقافة الغربية في بعض المجتمعات الإسلامية الى "تنصير" الفرد المسلم المعجب بشدة بالثقافة الغربية، سلوكيًّا وفكريًّا، ما سيجعله منبوذًا في بيئاته العربية والإسلامية، ورفض الغربي العلماني له كونه مسلما!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي