

العصبيّة القَبَليّة سلوك جَاهِلِيّ
حوارات
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير»(الحجرات 13).
يخرج قيح التعصّب القبلي من مخلّفات سلوكيّة جاهلية، من المفترض أنّها زالت من نفوس المسلمين بعد ظهور الإسلام، فالولاء والبراء بالنسبة لنا كمسلمين من المفترض أن يدور حول موالاة ومحبة المسلمين الآخرين، ومساندتهم، مهما كانت أعراقهم أو ثقافاتهم.
ومن لا يزال يتمسك بالعصبيّة القبليّة يمارس سلوكا جاهليّا يتعارض مع ما يحضنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
ومن بعض أسباب السلوك القبليّ التعصّبي الجاهليّ، وكيفية التحرّر منه، نذكر ما يلي:
-أسباب اعتناق العصبيّة القبليّة: يتكوّن التعصّب القبليّ في عقل وقلب أحدهم بسبب شعوره بالنقص، ما لم يعتنق ويمارس ما تمارسه أغلبية من هم حوله، وبخاصة من يحتك ويتأثر بهم بشكل يومي، فالبيئة القبليّة التعصبيّة المتقوقعة على نفسها هي الحاضنة الأساسية للسلوك التعصّبي.
ولا يتعصّب قبليًّا سوى من بدأ يضطرب لديه الإيمان الديني، فلا يمكن أن يكون المرء في الوقت نفسه قبليًّا متعصّبًا يمارس سلوكيات جاهليّة، بينما يدّعي كونه مسلما يمارس سلوكيات إسلامية يمليها عليه دينه، وسنّة الرسول (صلي الله عليه وسلم)، والذي وصف العصبية القبلية بأنها منتنة ومؤذية ومكروهة، وبالطبع، كلما ارتفعت نسب همجية وفوضوية وحمق الشخص، مال أكثر الى ما يتوافق مع أهوائه المضطربة!
-التحرّر من العصبيّة القبليّة الجاهليّة: أسرع طريقة للتحرّر من العصبيّة القبليّة تتمثل بالتوقّف عن الايمان بمشروعيتها الأخلاقية، وبقبول مبدأ كون الدين الإسلامي هو دين مدني، ومتمدّن في أسسه السلوكية والأخلاقية، وبقراءة وتدبّر سور وآيات القرآن الكريم التي تتحدّث عن أخوّة المسلمين وأهمية تعاضدهم.
ويقول رسولنا الكريم (صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الشريف: «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يخونُه، ولا يكذِّبُه، ولا يخذُلْه، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، عِرضُه، ومالُه، ودمُه، التقوى ها هنا وأشار إلى القلبِ بحسْبِ امريءٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلمَ»، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي