

"الكاميرا" لم تعد "خفية" في المواسم الرمضانية
تجارب محمد الصيرفي الأفضل "إضحاكاً وتكنيكاً" والمخرج "الفلتة" مفقود
فالح العنزي
كان لبرامج الكاميرا الخفية في الوطن العربي نكهة منذ أن عرفناه مع الفنانين المصريين فؤاد المهندس وإسماعيل يسري وإبراهيم نصر، الذي لا تزال بعض "إفيهاته" حاضرة ونضحك عليها كلما سمعناها مثل "انفخ البلالين يا نجاتي" و"نزيع ولا مانزعش" الى جانب التجارب التي قدمها الفنان رامز جلال.
محليا وخليجيا قُدمت أكثر من تجربة تلفزيونية قادها مجموعة من الفنانين أمثال نايف البشايرة ومحمد طاحون ومحمد الصيرفي وغيرهم، طبعا الأفكار كانت مختلفة وتنوعت بين المتعارف عليه في هذه النوعية من البرامج، مثل إخفاء الكاميرا في موقع ما واستدراج الضحية والايقاع به ورصد ردة فعله في بعض المواقف الطريفة ودفعه نحو اظهار الجانب الآخر من شخصيته كرجل عصبي أو امرأة مرعوبة وهكذا.
في الأسطر التالية نؤكد بأن تقديم برامج الكاميرا الخفيةً تحتاج إلى ممثل كوميدي ويتمتع بـ"كاريزما" جيدة، لان غياب أي صفة منهما سيكتب للتجربة فشلا ذريعا، والامثلة في هذا الصدد كثيرة وكبيرة، التركيز على "كاريزما" مقدم برامج الكاميرا الخفية عندما يكون طرفا من اللعبة الرئيسية، تركيزا يأتي أولويةً مثلما كان محمد الصيرفي، في "صادوه"، علما بأن الشائع في برامج الكاميرا الخفية الغربية غياب المقدم أو الممثل بل رصد ردود الفعل الصامتة للضيوف الضحايا، وقد اجتاح هذا النوع من برامج الكاميرا الخفية العالم المرئي العربي ولعل أنجحها ما قدم في التلفزيون التونسي بمسميات مختلفة منها "شبعة ضحك".
"الكنج وصل"
من أنجح برامج الكاميرا الخفية "صادوه"، خصوصا في نسخة البدايات والتي استضافت كبار النجوم أمثال عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي، هبة الدري، مشاري البلام، وغيرهم، البرنامج لم يعتمد على ردود فعل الضحية بقدر ما اعتمد تحديدا على الممثل الصيرفي، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه من المستحيل أن يتجرأ أحد على "مقلبة" الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، لكن الصيرفي في "صادوه" أجاد ارتداء ثوب السذاجة والاستفزاز، لذا لم يكن غريبا أن ينتهي به المطاف في حمام السباحة أو "طراق" أو رمي العصير على ملابسه.
بعد برنامج "صادوه"، مضى الصيرفي، في طريق برامج الكاميرا الخفية وقدم مجموعة تجارب ناجحةً منها "هوب تاكسي"، "الاسنصيد"، "الكنج وصل"، "أبو المقالب"، "الصيرفي صحفي" وهذا الأخير لم يبصر النور ولم يجد جهة تعرضه، لانه مكلف جدا.
أما تجربة نايف البشايرة، في كاميرا خفية "كويتي في القاهرة"، فلم يحالفها النجاح قط، لعدة أسباب في مقدمتها تواضع الإنتاج والإخراج والمقدم، والصورة كذلك مأساة وكانت تجربة فاشلة بامتياز رغم أن النية خالصة في استغلال الجمهور المصري المعروف بعشقه للنكتة، أما البرامج التي قدمها الفنان محمد طاحون، مثل "حيلهم بينهم"، "الاسنصيد" - الجزء الثاني، "فوق تحت بالمقلوب"، "طاحون بينهم"، كنا نجد فيها متعة في طبيعة الحوار المفتعل بين الضيف والضحية، وكان دور طاحون، يقتصر على دفع الضحية للخروج عن المسار السليم.
في المواسم الأخيرة من رمضان "الأفضل للعرض" اجتاحت موجة جديدة من برامج الكاميرا الخفية وهي الكاميرا المفبركة، التي تعتمد على الاتفاقات المسبقة وهو أمر لم يعد ينطلي على المشاهد، خصوصا عندما يكون الضحية نجما كبيرا أو نجمة شهيرة.
جديد 2024
برامج الكاميرا الخفية ستكون حاضرة في رمضان المقبل، حيث تم الانتهاء من تصوير برنامج كاميرا خفية ومقالب وكوميديا من إخراج علي سلطان، ويتوقع له العرض في رمضانً في حال تم تسويقه لإحدى الفضائيات أو المنصات الرقمية.

