النعمة والعبدلي وبرقان والغيثي… أنشدوا للحياة شعراً

خلال أمسية أحياها 4 شعراء عرب في رواق الثقافة

مدحت علام

أحيا أربعة شعراء عرب أمسية شعريّة، في رواق الثقافة، وذلك في إطار الأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ46.
والأمسية التي قدّمها الشاعر محمد هشام المغربي، شارك فيها الشاعران الكويتيّان جابر النعمة ومريم العبدلي، والشاعر الأردني نضال برقان، والشاعر السعودي شتيوي الغيثي.
وأنشد الشعراء في هذه الأمسية خلاصة أفكارهم ورؤاهم الشعرية التي تتواصل مع الشأن الإنساني في كل أحواله وحالاته، ومن ثم فقد لجأ بعضهم إلى القضايا العربي كي يبثّ من خلالها همومه وآلامه، في حين لجأ بعضهم الآخر لتوظيف الفلسفة في سياق الشعر، كي يستلهم منها مفرداته وأفكاره، في حين تجوّل البعض الآخر في دروب الغزل والعاطفة، كي يتأمّل من خلاله الجمال.
واستهلت الشاعرة الكويتيّة مريم العبدلي الأمسية… كي تقرأ بعضاً من قصائدها التي باحت فيها بما يعتمل في نفسها من شعر اتّسم بالرقة والعذوبة، لتقرأ قصائد "فزع قريب"، و"المجد للمنتحرين"، و"أمّهات"، و"الهالكون"، فيما أهدت قصيدة لها للروائي الراحل شيخ الروائيين سماعيل فهد إسماعيل "رحمه الله"، الذي علمها كتابة الرواية، بالإضافة إلى قصيدة "أسنان هذا العالم"، في حين أهدت قصيدة أخرى لزوجها الذي ساندها خلال مسيرتها الشعريّة والأدبية.
واتسمت قصائد العبدلي بالشغف الفلسفي والقدرة على اقتناص الفكرة من منابعها ومن ثم رصد تحولاتها، في صيغة قصيدة.
والعبدلي شاعرة كويتية، أصدرت ديوانين هما "رواه عقل" و"أشياء لا حواف لها".
وقبل استهلاله قراءة الشعر أشاد الشاعر الأردني نضال برقان بالكويت، مثمّنا دورها العربي في مختلف المجالات.
ومن خلال لغته العربية العميقة قرأ برقان قصائده، بكل ما تحمله تفاصيلها من جمال في الشكل والمضمون.
وجاء دور الشاعر السعودي شتيوي الغيثي، الذي قرأ في البداية قصيدة في حب الكويت، مادحاً فيها ما يتميز به شعبها من كرم وأصالة، كما شكر المجلس الوطني على هذه الاستضافة الشعريّة.
ومن ثم فقد كرس معظم قصائده لفلسطين، كي يؤرخ ويوثق لهذا الشعب الأبي، وما يقوم به من نضال في سبيل عدم الرضوخ للطغيان الصهيوني، كي ينشد نصوصاً من أجل فلسطين، تلك التي مجد فيها الأرض الفلسطينيّة والعجوز الفلسطينيّة التي تقف أبيّة شامخة أمام التعنت الصهيوني، وأطفال الحجارة الذين ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتحدّي، ثم قرأ قصيدة "شهقة ليل العزلة"، التي كتبها أيام كورونا، بالإضافة إلى إلقاء نصوص التزم فيها بالشعر الحر وشعر التفعيلة.
في حين قرأ الشاعر حابر النعمة، قصائد تضمّنت في معظم مفاصلها الشعريّة رؤى فلسفيّة وحياتيّة ليقول: "في سواد الليل أرى بوضوح كيف ينمو الظلام على شفتيك"، ويقول أيضاً: "لم أكن في الليالي أخاف الظلام، بل أخاف الكلام، ومن ثم توالت قصائده "قمر لا يرى"، "هذا البحر دمي"، كما تحدث عن الأقنعة والحزن والحلم، وغير ذلك من المشاعر الإنساني التي رصدها شعرا.
والنعمة شاعر كويتي، حصل على جائزة الدولة التشجيعيّة عام 2016 عن ديوان "تمهيداً لولادتي".