تأبين أممي لـ "أمير الحكمة والعفو والسلام"
أعضاء "الجمعية العامة" وقفوا دقيقة صمت حداداً على سموه واستذكروا مواقفه ومآثره
- فرانسيس: عهد الأمير الراحل تميز بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والتضامن
- غوتيريش: كان رجل دولة محترماً وصوتاً ثابتاً للاستقرار الإقليمي والعالمي
- البناي: سيخلد التاريخ مسيرة سموه الزاخرة بمناقبها ومآثرها المليئة بالعطاء والتنمية
نيويورك - كونا: أبَّنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أول من أمس فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو "أمير الحكمة والعفو والسلام" أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، حيث وقف المشاركون خلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة لتأبين المغفور سمو الشيخ نواف الأحمد دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة مستذكرين مناقبه ومآثره.
وقال رئيس الجمعية دينيس فرانسيس في كلمته بمستهل الجلسة "تميز عهد الأمير الراحل بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن، وكان معروفا ببراعته الدبلوماسية على المستوى الوطني والخارجي".
وذكر فرانسيس أن الأمير الراحل طيب الله ثراه "كان يحظى باحترام كبير باعتباره موحدا"، واستشهد بقيادته الحكيمة للبلاد نحو التقدم ومحافظته على تقاليدها في التعددية.
ولفت إلى أن انتخاب الكويت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هو رمز لرؤية الأمير الراحل لعالم أكثر سلاما، مؤكدا أن تلك الرؤية "ستكون مفيدة في إيجاد حل دائم للأزمة في غزة"، ودعا الأعضاء إلى تكريم إرث سمو أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه.
رجل دولة محترم
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته "اليوم يجمعنا الحزن على أمير الكويت الراحل، وأود أن أتقدم بخالص التعازي لأسرة سموه ولحكومة وشعب الكويت"، واستذكر مناقب سموه بقوله "كرس الشيخ نواف الأحمد حياته لشعب الكويت وعلى مدى ما يقرب من ستة عقود، على الصعيدين المحلي والعالمي، وخدم على أعلى المستويات الحكومية عبر مجموعة متنوعة من المناصب الوزارية".
وأضاف "وبعيداً عن حدود الكويت؛ كانَ سموه رجل دولة محترماً، فقد كان مناصراً حازماً للدبلوماسية الوقائية، وهو النهج الذي ساعد في تحديد دور الكويت بجميع أنحاء منطقة الخليج وحول العالم"، كما "كان صوتا ثابتا للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية، وهي القيم والأهداف ذاتها التي تبث الحياة في هذه القاعة".
ولفت إلى أن سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه "كان إنساناً كريماً حيث ساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية وحشد الدعم لملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة والعالم، ويظل التزامه الشخصي بالحلول الجماعية لتحقيق السلام مصدر إلهام".
وذكر غوتيريش "بينما نكرم ذكرى الشيخ نواف الأحمد دعونا نتذكر أيضا التزاماتنا - في هذه القاعة وفي المجتمعات حول العالم - تجاه المبادئ التي دافع عنها".
واستشهد بمبادئ سمو الأمير الراحل داعيا إلى "التحلي بالحكمة في قراراتنا وتصرفاتنا وندرك تأثيرها على العالم من حولنا وعلى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى أن نتسامح مع بعضنا البعض ونتقبل اختلافاتنا، ونتفهم وجهات نظر بعضنا البعض ونحترم قيمة كل شخص".
وأعرب عن أطيب تمنياته لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم، قائلا إن الأمم المتحدة ستواصل شراكتها القوية وصداقتها مع دولة الكويت "بينما نعمل على بناء عالم أفضل وأكثر سلاما وتسامحا لجميع الناس".
عابد زاهد
بدوره، قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي في كلمته "لقد فقدت دولة الكويت والأمتان العربية والإسلامية العابد الزاهد الحاكم العادل ذا التواضع والتراحم، رحم الله قائدنا وحبيبنا ووالدنا حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح".
وأضاف السفير البناي أن "صفحات التاريخ ستذكر بأن الكويت والعالم أجمع، فقد أميرا آثر بنفسه على راحة شعبه ورفاهه وآثر بملذات الدنيا ليغنم بالآخرة، فرحم الله من أحب شعبه وأوفى لهم فبادلوه الحب والوفاء".
وتابع "إن الكلمات لن تعبر عما في قلوبنا والدموع لن تغسل الحزن والشجن، ولكننا نصبر أنفسنا عندما نستعرض مسيرة حياة سموه الزاخرة، والتي سيخلد التاريخ مناقبها ومآثرها المليئة بالعطاء في تنمية دولة الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وصون وحدتها الوطنية ولحمة أبنائها قاطبة".
وذكر البناي أن "دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية ترثي سموه رحمه الله وتقول له: كريما كنت عزيزا، عشت قويا، سرت بلاد أنرت، وحين رحلت قلوب فطرت، فأنت الذي إذا غبت حضرت".
وأكد أن "سمو الأمير الراحل كان وما زال وسيظل حاضرا في ضمائرنا ووجداننا، فسيبقى نواف الخير والعطاء والرحمة والتسامح خالدا في قلوب شعب بكى على رحيله، وتسابق إلى تشييعه، فالتاريخ يكرم ويبجل من أفنى حياته لخدمة الناس".
وأعرب عن تقديره للأشقاء والأصدقاء بقوله "لقد غمرتمونا بمشاعركم الصادقة ومشاركتكم عزاءنا وحزننا، فإن المصاب واحد وإن التفافكم حولنا يؤكد أن فقيدنا هو فقيدكم، لقد فقد العالم رجلا جسد أسمى معاني الإنسانية والرحمة قبل أن يفقد العالم حاكما".
وختم البناي كلمته بالقول "وإذ نؤبن سموه رحمه الله فإننا نبارك لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر تأديته اليمين الدستورية أمام السلطة التشريعية والتنفيذية في بيت الشعب".
ولفت إلى أنه "في مثل هذه الحالات يتجلى شموخ الدستور المحكم لدولة الكويت ومن أرسى قواعده وآلياته من الآباء المؤسسين قبل ستة عقود من الزمن والتي نظمت انتقال السلطة بأجمل وأحكم أشكالها"، وتضرع إلى الباري عز وجل أن يوفق أميرنا سمو الشيخ مشعل الأحمد ويهيئ له سبل التوفيق والنجاح لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإسهام في قيادة بلدنا العزيز إلى ما نصبو إليه من رفعة.