

جبهة لبنان تشتعل.. و"حزب الله" يدك الاحتلال بعشرات الصواريخ
إسرائيل قتلت نجل رعد و4 آخرين.. و"الثنائي الشيعي" لـ"السياسة": الوضع مفتوح على كل الاحتمالات
بيروت ـ من عمر البردان
استعرت حدة الاشتباكات على جبهة لبنان بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد هو الأعنف منذ بدء المواجهات بين الجانبين، ما ينذر بأن الوضع بات قاب قوسين أو أدنى من الانفجار الكبير، بعدما أقدم الحزب على دك المستوطنات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ التي أصابت أهدافها، إضافة إلى استهداف العديد من مواقع جيش الاحتلال المقابلة للحدود اللبنانية، فيما رد الاحتلال بقصف مكثف جواً وبراً، بدءاً من منطقة اللبونة غرباً مروراً بعلما الشعب والضهيرة، يارين البستان، ام التوت، طيرحرفا، الجبين، زبقين، وأطراف بلدة الشعيتية، حتى كفركلا شرقاً، فيما سجل انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء الحدود الجنوبية في القطاع الشرقي.وفي بيانات منفصلة، أكد "حزب الله" أن مقاتليه استهدفوا تجمعين لجنود العدو الإسرائيلي في موقعي الضهيرة جل العلام، وكذلك موقع بركة ريشا الإسرائيلي، مؤكدًا تحقيق إصابات مباشرة. وفي بيان آخر أشار الحزب إلى أنه استهدف قاعدة عين زيتيم قرب مدينة صفد (مقر لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91) بثمانية وأربعين صاروخ كاتيوشا وتمّ إصابتها إصابة مباشرة". كما أفاد باستهداف دبابة ميركافا عند موقع الراهب ما أدى إلى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح، ومنزل يتمركز فيه جنود إسرائيليون في مستعمرة المنارة بصاروخين موجّهين.إلى ذلك، تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق 50 قذيفة من لبنان على بلدات الجليل الأعلى، وهو الهجوم الأكبر منذ بدء الحرب. وقد دوّت صفارات الإنذار في مناطق واسعة، كما قال جيش الاحتلال إنه هاجم خلية مسلحة قرب الحدود مع لبنان.في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف أطراف بلدات مارون الراس وشيحين والجبين والبستان وتلال اللبونة جنوبي لبنان، كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان.وكان "حزب الله" نعى ليل أول من أمس خمسة من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمّد رعد، بعد استشهادهم جرّاء ضربة إسرائيلية، مشيرا في إحصاء له أنّ خسائر اسرائيل البشرية خلال 45 يوماً من العمليات بلغت 354 جندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح، كما أكّد استهداف 21 آلية منها دبابات ميركافا ومدرعات وآليات لنقل الجنود، وكشف عن استهداف نحو 40 موقعاً عبر نحو 275 استهدافاً بأسلحة مختلفة، بالإضافة إلى استهداف 5 مستوطنات.من جانبها، قالت مصادر رفيعة في "الثنائي الشيعي" لـ"السياسة" إن إسرائيل من خلال تماديها في جرائمها ضد اللبنانيين بعد الفلسطينيين، تأخذ الوضع إلى مزيد من التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات، مشددة على أن "حزب الله" استعد للمرحلة المقبلة ويضع في حسبانه كل الخيارات للرد على الجرائم الإسرائيلية، ولن يتردد في اتخاذ أي قرار لحماية لبنان وشعبه.وكان الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، بحث مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أمس، التطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة، والاحتمالات القائمة حول مسار الأحداث والجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية لفلسطين وقضيتها وكل المنطقة. إلى ذلك، التقى البطريرك بشاره الراعي وفدا من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، والذي قال بعد اللقاء إن "ما يحصل في المنطقة يمسّ القيم الإنسانية التي تنتهك بأصرح ما يكون أمام العالم كله"، مشددا على ضرورة أن يكون اللبنانيون في موقف واحد أمام العالم لصون بلدهم في هذا الظرف ولا ينبغي أن تكون الخلافات السياسية مجالاً للأخذ والردّ.وفي سياق غير بعيد، اشار المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، في حديث مع "فرانس انفو"، الى انه سيعود الى لبنان قريبا كون البلد عربيا ومعني بالتموضع الاخير"، مؤكدا انه "ليس مطمئنا الى الوضع في لبنان نظرا للاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط، والحرب تطرق ابوابه ولا يوجد رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن عقلية المنافسة وانتخاب رئيس للجمهورية".ولفت لودريان الى انه "لا نعلم لمن نتوجه في لبنان أو مع من نتكلم، ويجب على اللبنانيين الوعي بأن هناك اخطارا داهمة، وأمرا طارئا ان يكون هناك رئيس في هذه الاحوال المشحونة بالذات، وانا لا افهم اللامبالاة من المسؤولين الذين عليهم الاستيقاظ"، مشيراً إلى أن خطاب امين "حزب الله" حسن نصرالله لا يريد التصعيد، ونحن نخشى الانزلاق الى عنف أوسع لدرجة الوصول الى نقطة اللا عودة ودمار في البلدين، ويكفي شرارة ان تشعل الحرب.


