الجمعة 09 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عهد صبيحة: المترجم الجيد هو من يتتبع روح النص
play icon
الثقافية

عهد صبيحة: المترجم الجيد هو من يتتبع روح النص

Time
الأربعاء 29 نوفمبر 2023
View
61
medhat

حاضر على هامش معرض الكويت الدولي للكتاب

مدحت علام

في احتفائه المتواصل بمسألة الترجمة التي تعدّ من أهم الأسباب الحضارية، التي من خلالها يتمكن أي مجتمع من الاستفادة من ثقافات الآخر وعلمه، أقام معرض الكويت الدولي للكتاب ضمن أنشطته الثقافية المصاحبة محاضرة عنوانها "الترجمة بين النظرية والتطبيق"، ألقاها المترجم والكاتب السوري عهد صبيحة في رواق الثقافة، وهو المترجم الذي برز اسمه في عالم الترجمة من خلال ما قدمه من ترجمات لأعمال عربية وعالمية.
وتناول صبيحة في محاضرته مختلف المفاهيم المتعلقة بالترجمة، من منظورين متقاربين ومتكاملين "النظرية والتطبيق"، ومن ثم حاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي تعلق في أذهاننا عن قيمة الترجمة في حياة الشعوب، ومتى تكون ذات قيمة ومعنى وتأثير، ومتى لا يكون لها أي أثر؟، مشيراً بكثير من التركيز والتكثيف على تلك الرؤى التي تسهم في إبراز الجوانب المضيئة في مسألة الترجمة.
وفي المستهل أعطى المحاضر تعريفا للترجمة بقوله: الترجمة على نحو بسيط هي إنشاء نص بلغة معينة فيكون بذلك نسخه عن نص بلغة أخرى، لأهداف عدة ثقافية أو سياسية أو علمية، أو للتواصل فحسب… ولا خلاف على قيمة الترجمة في عالمنا ودورها بل إن الخلاف يكون محتدما حول كيفية عمل هذا النشاط البشري وهل لكل الأبحاث التي سبرت غور هذه العملية دور في فهمنا لها وتطبيقها في ساحة العمل.
ثم تحدث المحاضر عن التحديات التي تواجه المترجم ومنها دور النشر، موضحا أن عملية الترجمة ليست مجدية للمترجم، والأجور التي يتقاضاها لا تساعده على المعيشة، ودور النشر معذورة لأن الكتاب في حالة تراجع، وأشار في السياق نفسه أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له دور كبير في تشجيع الترجمة .
وذكر التحدي الآخر للمترجم والمتمثل في إتقان العمل، مما يحتاج إلى القراءة الكثيفة قبل التفكير في أن يصبح مترجماً، وتقوية لغته الأم واللغة التي ينقل منها الترجمة بالإضافة إلى البحث.
وأكد أن التخصص مطلوب للمترجم، فالمتخصص مثلا في الجغرافيا يفهم أكثر من غير المتخصص في هذا المجال، ولا يمكن بمترجم أن يحيط بكل الاختصاصات. ثم طرح مسألة مهمة مفادها: هل المترجم يجتهد في ترجمته زيادة ونقصانا، أم انه يترجم حرفيا؟، مؤكداً أن المترجم الجيد هو من يترجم روح النص، وليس النص حرفياً، وقال: " هناك نظريات درسناها في الجامعة وقرأنا عنها تؤيد هذا الخط"، وأضاف: " في الترجمة أرى لا مكان للنظريات الأكاديمية، التي لا تتخطى حدود البناء الجامعي، ولا تنزل إلى الميدان، لأن العلاقة هنا بين لغتين".
وتابع إن المترجم الجيد هو حرفي ماهر، وهنا أيضا قد يناقش بعضهم في أن الترجمة عملية إبداعية، وأن المترجم مبدع خلاق… لا أظن ذلك، فعمل الترجمة حرفة، مثل النقش على النحاس، أو مثل الموزاييك، أو التصميم… ثم إبداع"، وأن الفرق بين مترجم جيد وآخر جيد هو الاهتمام بالتفاصيل، مثل اللغة السليمة وعلامات الترقيم وفهم الكاتب…إلخ.
وتحدث المحاضر عن بعض النصوص التي قام بترجمتها وقرأ على الحضور بعضاً منها.
واختتم بمقطع ترجمه من مسرحية "رميو وجوليت".

آخر الأخبار