الاثنين 13 مايو 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لبنان… إلى "الطوفان"
play icon
الدخان المتصاعد من الضهيرة اللبنانية بعد القصف الإسرائيلي (وكالات)
الدولية

لبنان… إلى "الطوفان"

Time
الأربعاء 11 أكتوبر 2023
View
188
السياسة

تصاعد المواجهات بين "حزب الله" والاحتلال ينذر بانفجار الجبهة الجنوبية… وجهود ديبلوماسية لتحييده

بيروت ـ من عمر البردان

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بشكل لافت، أمس، ما ينذر بانفجار الوضع في أي لحظة وانجرار لبنان إلى "طوفان الأقصى"، بعد قيام "حزب الله" بإطلاق صاروخين موجهين من طراز "كورنيت" باتجاه مركز عسكري إسرائيلي في بلدة عرب العرامشة المتاخمة لبلدة الضهيرة اللبنانية في القطاع الغربي، ورد جيش الاحتلال بقصف أطراف بلدات الضهيرة ويارين ومروحين وعلما الشعب بالقذائف الفسفورية الحارقة، كما قامت طائرات مسيرة إسرائيلية بقصف عدد من مراكز "حزب الله" في المنطقة، ما دفع العديد من أهالي البلدات لمغادرتها باتجاه مناطق أكثر أمناً.
وأعلن "حزب الله" في بيان أن القصف الذي استهدف موقع الجرداح العسكري الإسرائيلي، أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين، مشيرا إلى ان استهداف الموقع يأتي ردا على مقتل عدد من عناصره في قصف إسرائيلي تلى عملية نفذتها حركة "الجهاد" عبر الحدود اللبنانية، قائلا إن المقاومة ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية خاصة عندما تؤدي إلى سقوط الشهداء، بحسب ما ورد في البيان نفسه.‏
وفيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع في عرب العرامشة على الحدود مع لبنان، أكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالمدفعية محيط بلدات الضهيرة ويارين وطير حرفا وعلما الشعب بعدد من القذائف ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الأحراش. وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن مدنيَين أصيبا بجروح طفيفة في الضهيرة جراء القصف الإسرائيلي.
واعتبر مسؤول أمني إسرائيلي كبير في تصريح للقناة 14 الإسرائيلية، أنّ الحدث في الشمال يغيّر قواعد اللعبة، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية ان بيان حزب الله عن الاستهداف هو ارتقاء تدريجي واضح للأحداث في الشمال.
في الاثناء، أكدت مصادر مراقبة لـ"السياسة"، أن كل ما يجري حتى الآن يؤشر إلى أن الوضع ذاهب باتجاه التصعيد، لكن يبدو بوضوح أن الطرفين، يخشيان البدء في فتح أبواب المواجهة، مشيرة إلى أن حزب الله لا يريد أن يكون هو البادئ، لكنه بالتأكيد لن يتردد في التصدي لأي هجوم تقوم به إسرائيل، باعتبار أنه أعد العدة لكل الاحتمالات.
وقد عمدت قوات "يونيفيل" إلى تسيير دورياتها في المناطق الساخنة، فيما استمرت حركة نزوح السكان باتجاه المناطق الآمنة،كما دعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية سكان المناطق الحدودية الشمالية للدخول إلى الملاجئ. وقال الناطق الرسمي باسم "يونيفيل" أندريا تيننتي، أن قوات اليونيفيل تواصل حضورها ومهامها العملياتية، مشيرا إلى التواصل المستمر مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس.
وفيما أشارت معلومات، إلى أنه لا صحة لما تردد عن طلب "حزب الله" إخلاء مواقع قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، على أثر التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية، قال الجيش اللبناني في بيان، إنه "بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه.
وفي إطار الجهود الديبلوماسية، جال سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو على المسؤولين اللبنانيين، في اطار المساعي الدولية التي تبذل لضبط النفس، في حين أشارت معلومات، الى أنه لا صحة للحديث عن وساطة فرنسية بين حزب الله والولايات المتحدة واسرائيل، كما أنه لا صحة عن ابلاغ الحزب الفرنسيين انه سيدخل في الحرب في حال الاجتياح البري لغزة. وأوضحت مصادر السفارة الفرنسية، أن الاولوية في متابعة الاحداث بطبيعة الحال تتجه الى غزة وتداعياتها.
وفي المواقف، اشار الرئيس ميشال سليمان، إلى انه لن ينتصر احد في معركة غزة مهما بلغ حجم الخسائر في الحجر والبشر، مشيرا إلى ان لبنان الموحد بكل طوائفه حول قضية فلسطين هو الداعم الاكبر لها،داعيا إلى الحرص على عدم انقسام اللبنانيين حول تدخل لبنان في هذه الحرب. قائلا "يكفي لبنان ما دفع حتى الان ولن نجد هذه المرة من يساعدنا على تعويض الخسائر في البشر والحجر".
وأكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنه، من الصعب جداً التقدير في الوقت الراهن إمكان توّسع رقعة الحرب في غزّة لتشمل الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة، باعتبار أن ما يجري هناك أكبر بكثير من عمليّة عسكريّة وإنما هي حرب بكل ما للكلمة من معنى. ولكن يمكن القول إنه إذا بقيت هذه الحرب ضمن الحدود "المعروفة" في الوقت الراهن، عندها لا أعتقد أنها ستتسع أكثر مما نشهده على الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة.
ودانت "الجبهة السيادية"، ما سمته، محاولة إدخال لبنان عسكرياً في أتون الصراع الحالي، مؤكّدة أنّ قرار السلم والحرب يجب ان يكون حصراً بيد السلطة الشرعية اللبنانية وليس رهن إرادة إيران ومشاريعها التوسّعية والنوويّة، مطالبة الحكومة المستقيلة بالعمل على تنفيذ القرارات الدولية وإعلان بعبدا والعمل بروحيّة الحياد وتحييد لبنان عن لعبة المحاور والصراعات.

آخر الأخبار