

لبنان: عودة حذرة للنازحين… واهتمام أميركي بمنع توسع الحرب
الراعي: لا نقبل رهن الرئيس بمشروع مرتبط بالنفوذ… وعودة: لعدم العبث بملف الجيش
بيروت ـ من عمر البردان
مع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثالث أمس، سادت المنطقة الحدودية في القطاع الغربي من الجنوب حالة من الهدوء الحذر، خرقه من وقت الى آخر تحليق للطيران التجسسي الإسرائيلي، فوق اجواء قرى مدينة صور، فيما عمد الأهالي العائدون إلى البلدات الجنوبية إلى تفقد قراهم وأرزاقهم التي غابوا عنها لأكثر من شهر، لكن ورغم هذه العودة إلا أن العديد منهم، يعبرون عن مخاوف جدية من عودة انفجار الأوضاع بعد انتهاء الهدنة بين إسرائيل و"حماس".
وفيما جابت دوريات لـ"اليونيفيل" ترافقها آليات للجيش على طول القرى الحدودية،
جدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي
يوآف غالانتا، اهتمام الولايات المتحدة بمنع الصراع في غزة من التوسع إلى لبنان.
ودان الهجمات المستمرة عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، معرباً عن دعمه لـعودة المدنيين الإسرائيليين الآمنة إلى ديارهم في الشمال.
في المقابل، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن عملية طوفان الأقصى أثبتت أنه لا يمكن هزيمة المقاومة. وقال قاسم في كلمة له، إن المقاومة هي الخيار لتحرير الأقصى والقدس ولبنان وكل هذه المنطقة من الضغوطات.وأضاف، قائلا "في زمن المقاومة وزمن التضحيات والشهادة والانتصارات وتحقيق الأهداف لن نسمح لدول العالم أن يرسموا لنا مسار حدودنا وتحرير أرضنا، بل نحن نحدد كيف نحرر الأرض"، مشدداً على أن المقاومة تريد تحرير الأرض تحريراً كاملاً، والخيارات السياسية منسجمة في هذا الاتجاه.
من جانبه، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إن إسرائيل هُزمت في غزة وليس للمهزوم أن يفرض شروطه، وعلى الذين يريدون تسويق الأهداف والمطالب الإسرائيلية" أن ييأسوا لأننا لن نسمح للعدو في زمن الانتصارات أن يحقق أي مكاسب، ولن نسمح بتغيير أي معادلة من المعادلات التي ثبتناها في تموز 2006.
وفي عظته، دعا البطريرك بشارة الراعي السياسيين إلى التّجرّد من مصالحهم الشّخصيّة والفئويّة والطّائفيّة، والعمل على زرع الرّجاء في قلوب جميع اللّبنانيّين حتى تستعيد العائلة اللّبنانيّة جمال العيش بوحدتها في التّنوّع، والعيش معًا مسيحيّين ومسلمين، بالاحترام المتبادل والتّعاون، وشدد على عدم القبول بمواصلة انتهاك الدستور، أو القبول بانتخاب رئيس مرهون بمشروع مرتبط بالنفوذ.
ومن جهته، شدد المطران إلياس عودة ، على أهمية دور الجيش، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على
وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به". وأكد عودة ان اللبنانين لا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت، وتبدأ عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته".
ولفت المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، إلى أنه "رغم الكارثة التي تضرب صميم مصالح لبنان، ما زالت القطيعة السياسية جارفة، ولا حل بهذا البلد دون تسوية وطنية تطال مفاتيح مصالح البلد، ورئيس الجمهورية مفتاح وطني وضرورة عليا بمصالح البلد ولا بد من تصفية اللعبة الخارجية لحماية الاستحقاق الرئاسي، والحل بطبخة داخلية فقط، وفيما بات معلوماً أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيعود، بعد غد الى بيروت، في جولة رابعة تتصل بأزمة الشغور الرئاسي، دون بروز أي معطيات لما قد يحمله معه من أفكار وحلول، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في إسطنبول، إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، وتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمنا وهادئا. بدوره قال ميقاتي، "إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لإحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على إحلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان.