

لبنان غير مطمئن… و"حزب الله": هزمنا إسرائيل وكسرنا أميركا
لودريان في بيروت من دون خارطة حلٍّ للمأزق الرئاسي… وملف قيادة الجيش يزداد تعقيداً
بيروت ـ من عمر البردان
على الرغم من الهدوء الحذر الذي تشهده المناطق الجنوبية والذي خرقته إسرائيل، أمس، بقصفها أطراف بلدة عيتا الشعب قبالة موقع الراهب، إلا أن سكان المناطق الحدودية لا يشعرون بالاطمئنان على مستقبلهم، وفيما لازال لبنان يتلقى المزيد من الرسائل التي تحذره من الانزلاق إلى حرب غزة، فإن "حزب الله" الذي فقد عدداً كبيراً من مقاتليه في المواجهات مع جيش الاحتلال، يأخذ بعين الاعتبار إمكانية انفجار الجبهة الجنوبية في أي وقت. ولهذا فإنه أعد العدة لكل الاحتمالات التي قد تطرأ بعد انتهاء الهدنة، في ظل معلومات تشير إلى أن إسرائيل ستعاود جرائمها ضد قطاع غزة، الأمر الذي سيعيد أجواء التوتر إلى الجنوب.
وفي هذا السياق أشار القيادي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، إلى أن المقاومة وعلى مدى 46 خاضت حرب استنزاف حقيقية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، استطاعت خلالها هزيمة إسرائيل عسكرياً، وكسرت القرار الأميركي في المنطقة، لتثبت أن الزمن تغيّر، وأنه زمن الانتصارات. ولفت إلى أن عمليات المقاومة في الجنوب لم تبقِ مكاناً وموقعاً عسكرياً آمناً على امتداد الحدود اللبنانية الفلسطينية، كما أن عمليات في العراق وسوريا لم تبقِ قاعدة أميركية في أمان، وكذلك فعلت المقاومة في اليمن التي لم تبقِ ممراً آمناً للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مشدداً على أن بالتكامل والتعاون بين قوى المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، باتت إسرائيل محاصرة بالنار والاخفاقات.
وسط هذه الأجواء، تنتظر بيروت،اليوم، عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، في زيارة رابعة، يستهلها بلقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على أن يلتقي بعد ذلك مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يعقبها لقاءات عدد من رؤوساء الكتلة النيابية. كذلك سيجتمع لودريان مع سفراء اوروبيين، ويعقد لقاء مع سفيري الولايات المتحدة والسعودية معاً، في إطار التنسيق الفرنسي مع "المجموعة الخماسية" .
وكشفت أوساط نيابية معارضة، أن لودريان لا يحمل معه أي خطة عمل، قد تشكل خارطة طريق لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، باستثناء ما سبقه من كلام على أهمية الإسراع في التوافق على رئيس جديد للجمهورية، مشيرة إلى أن المواقف الداخلية لم تتغير، وتحديداً عن حزب الله الذي ما زال مصراً على مرشحه، وهذا يشكل بحد ذاته عائقاً أمام إحراز أي تقدم.
وفيما يرى المعنيين بالملف الرئاسي أن الرئيس الجديد، يجب أن يكون توافقيا وأن يعزز التوافق بين اللبنانيين وهو ما يزيد من فرص قائد الجيش العماد حوزايف عون، فقد برز أن النائب باسيل الذي كان يرفض بشكل حاسم تعيين قائد للجيش، يعمل مع فريقه السياسي على الدفع باتجاه الضغط على حكومة تصريف الاعمال لتعيين قائد جديد للجيش وأعضاء المجلس العسكري، ليس لشيء، وإنما لإبعاد العماد عون الذي يتصدر المتسابقين لرئاسة الجمهورية.
وفيما تعقد حكومة تصريف الاعمال جلسة، اليوم، للبحث في حدول أعمال من 17 بنداً،
أعلن رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، من المجلس النيابي، "ان الفقرة "ي" من مقدمة الدستور تنص على ان "لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، لذا على جميع المكونات السياسية احترام وتطبيق هذه الفقرة".
وقال، "لذا تصبح الخيارات، "إما تعيين قائد جيش جديد وتعيين رئيس للاركان ومدير عام للادارة ومفتش عام في مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير الدفاع، وإما التمديد لقائد الجيش وكافة الضباط والرتباء عبر الالية القانونية في مجلس النواب وهذا له ايضا آثار سلبية على مؤسسة الجيش.
إلى ذلك، اختتم وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب مشاركته في الاجتماع الوزاري لدول الاتحاد من أجل المتوسط بعقد 4 لقاءات ثنائية مع كل من وزراء خارجية الدنمارك واللوكسمبورغ وسلوفينيا وإيرلندا. وشدد بوحبيب، خلال هذه اللقاءات، على أهمية استمرار الحوار اللبناني الداخلي، لا سيما مع حزب الله، ولافتا إلى أن قرار الحرب والتصعيد بيد إسرائيل لأن لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى اليها.
بدوره لفت عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة إلى أنّ الخطر الأكبر هو توسيع الحرب وليس بقاءها في غزة أو تمديد الهدنة، معربا عن تخوفه من ان لايستمر وقف إطلاق النار طويلًا، مشيراً إلى أنّ الهم الأوّل للموفد الفرنسي هو إقناع اللبنانيين بعدم الانزلاق الى الحرب. وقال، "زيارة لودريان تحمل ثلاثة أهداف، هي معرفة موقف لبنان من الحرب والسلم، الموقف من قيادة الجيش، واذا نضجت المحادثات بين بعض القوى في الداخل من اجل اعادة البدء بمسار انتخاب رئيس للجمهورية".
