

لودريان يدعو اللبنانيين إلى توحيد المواقف والإسراع في انتخاب الرئيس
ميقاتي: الأولوية لوقف العدوان… وإسرائيل تستهدف الجيش… وتشديد أممي على التزام لبنان
بيروت ـ من عمر البردان
فيما يسيطر الهدوء الحذر على المناطق الجنوبية اللبنانية في ظل استمرار الهدنة في غزة، كان أمس يوماً فرنسياً بامتياز، من خلال اللقاءات الماراثونية التي عقدها المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان في زيارته الرابعة لبيروت،مع عدد من القيادات، بحثاً عن مخارج للأزمة الرئاسية التي دخلت عامها الثاني، دون بروز مؤشرات حتى الآن تفضي إلى حل لمأزق الشغور في رئاسة الجمهورية، وبما يسهل انتخاب رئيس جديد للبنان، في وقت أبلغ مصدر دبلوماسي خليجي رفيع في بيروت "السياسة"، أن المجموعة الخماسية وتحديداً المملكة العربية السعودية تدعم تحرك المبعوث الرئاسي الفرنسي في مساعيه لتسهيل انتخاب رئيس للبنان، انطلاقاً من المواصفات التي سبق وحددتها المجموعة في اجتماعاتها التي عقدتها بالرياض.
وقد استهل لودريان يومه الأول، بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وخلال الاجتماع شدّد الموفد الفرنسي على أنّ زيارته إلى لبنان تهدف إلى تجديد التأكيد على موقف"اللجنة الخماسية" بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، مبديا الاستعداد لمساعدتهم في هذا الاطار. وأشار إلى أنّه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف إلى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.
وزار المبعوث الفرنسي بعدها قائد الجيش العماد جوزف عون، منوهاً بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها، مؤكدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية.
ومن ثم اجتمع لودريان، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم التقى على التوالي النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، كما التقى البطريرك بشارة الراعي في بكركي، فرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.
إلى ذلك وفي مستهل جلسة لحكومة تصريف الاعمال،أمس، أوضح ميقاتي، أنه أكد أمام لودريان أن الأولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، مشيرا إلى أنّ "خمسة وخمسين يومًا من الحرب على غزة وما رافقها من اعتداءات إسرائيلية على لبنان وسقوط ضحايا وشهداء، هي تاريخ نعيشه بالدم، ونأمل أن تنتهي الأمور إلى سلام بعد تجربة الهدنة التي انعكست على واقع الجنوب". ولفت ميقاتي، إلى ان الحكومة تقدر صمود وتضحيات أهالي الجنوب، ومستمرة في تحمل مسؤولياتها وتعمل جاهدة لتوفير الخدمات لهم رغم صعوبة الظروف.
إلى ذلك، استمر جيش الاحتلال على وتيرته في خرق الهدنة القائمة، حيث قام جنوده في موقع "العباد" عند حدود بلدة "حولا" بإطلاق النار باتجاه محيط آلية عسكرية للجيش اللبناني خلال دورية كان يقوم بها الجيش قرب الموقع المحاذي لموقع لقوات اليونيفيل الدولية أيضاً. في حين شدد الناطق باسم قوات "يونيفيل" اندريا تيننتي أن التعاون بين اليونيفيل والحكومة اللبنانية لا يزال جيدًا جدًا، كما ان هناك تنسقا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني. وذكر أن السلطات اللبنانية عبّرت مرات عدة عن التزامها بالقرار 1701، وأنها ليست على استعداد للتصعيد في الوقت الحالي.
ومع اشتداد الكباش بشأن ملف قيادة الجيش، أكد النائب ستريدا جعجع عبر منصة "أكس"، أن موقفه الداعم للتمديد للعماد جوزيف عون لا يأتي كما يدعي البعض من منطلقات سياسيّة، وانما من خلال ما اظهره الفترة الماضية لقيادته للجيش والذي اثبت أنه شخص يتحمل المسؤولية بشكل كبير ولا يخلط ما بين السياسة وأداء الواجب الوطني، ويمارس سلطته وصلاحياته بالشكل المناسب، ولا شيء يعلو عنده فوق المصلحة الوطنيّة العليا والحفاظ على الأمن القومي والاستقرار في البلاد. كما أنه تمكن من حماية المؤسسة وقيادتها لعبور أصعب أزمة مرّت فيها البلاد. وفي أزمنة الحرب لا يتم تغيير القيادة العسكريّة حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا".
وبالعودة إلى زيارة المبعوث الفرنسي، راى النائب غسان سكاف، أنّ على لودريان إقناع الفريق الممانع بمرشح ثالث حيادي، مبديا تخوفه من فشل هذه الزيارة بسبب تصلب مواقف القوى السياسية اكثر مما كانت عليه قبل حرب غزة. وبدوره دعا رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، الى "حماية لبنان ومنع أي جهة داخلية او خارجية من اقحامه في صراعات المنطقة، او جره الى حرب لا يريدها اهله وأهمية تطبيق القرارات الدولية، وشدد على "ضرورة إعادة الحياة الى المؤسسات، والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية، تبدأ معه عملية إعادة انتاج السلطة لتكون الدولة الضامن الأول لأمنه وشعبه.
ومن بكركي، طالبت "الجبهة السيادية"، بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي، بالتمديد لقائد الجيش، وأكد النائب أشرف ريفي أن المعارضة سد منيع أمام أي مقايضة بين الرئاسة والـ 1701"، وشدد على موقف المعارضة "الثابت والواضح والمتمسك والمصر على انتخاب رئيس للجمهورية، سيادي وقادر على الإنقاذ.