محرقة غزة… 16 شهيداً كل ساعة بينهم 6 أطفال و5 نساء

توغُّل بري محدود يقوم على سياسة الأرض المحروقة والمجازر الدموية وإبادة المدنيين ويُواجه بمقاومة باسلة

أبو الغيط: مشاهد القتل والرعب ستستمر عقوداً في ذاكرة الأجيال… والأردن: نتدرج في الإجراءات

غزة، عواصم - وكالات: دخلت محرقة غزة يومها الـ 32 تواليًا، وسط مئات الغارات وقصف التجمعات السكنية على رؤوس ساكنيها، وتوغل بري محدود من محاور عدة يرتكز على سياسة الأرض المحروقة، يقابل بمقاومة باسلة وسط اقتراف مجازر دموية وتنفيذ إبادة جماعية ضد المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شن خلال الساعات الماضية سلسلة غارات على منازل الفلسطينيين شرق خان يونس ووسطه ومناطق متفرقة من رفح جنوب القطاع، وبيت لاهيا وبئر النعجة شماله، ومحيط مستشفى كمال عدوان ومستشفى القدس في غزة، ما أدى إلى استشهاد نحو 50 فلسطينياً وإصابة العشرات، كما قصف طيران الاحتلال منازل وشققاً سكنية ورياض أطفال وطرقاً وبنى تحتية في حي تل الهوا جنوب غزة، ما أدى إلى ارتقاء العشرات وإصابة آخرين بجروح، وما زال هناك مفقودون في محيط المكان الذي تضررت فيه البنية التحتية بشكل كبير.
وأطلقت زوارق الاحتلال قذائفها بكثافة على مخيم الشاطئ ومحيط منطقة الميناء غرب غزة والمدخل الغربي لمخيم النصيرات وسط القطاع، فيما قصفت مدفعيته المناطق الشرقية لرفح وجنوبها، وأوضح المكتب الإعلامي في غزة أن مستشفيات القطاع تستقبل منذ بداية العدوان جريحاً في كل دقيقة و15 شهيداً في كل ساعة، مبيناً أن متوسط الشهداء من الأطفال ستة في كل ساعة، ومن الإناث خمسة بالساعة الواحدة، فيما بات 70 بالمئة من سكان القطاع نازحين قسرا عن منازلهم بسبب القصف.
وأشار المكتب إلى أن نصف مستشفيات قطاع غزة و62 بالمئة من مراكز الرعاية الأولية توقفت وخرجت عن الخدمة فعليا و50 بالمئة من الوحدات السكنية تضررت و10 بالمئة منها هدمت كلياً أو باتت غير صالحة للسكن، فيما تضرر 33 بالمئة من المدارس وخرج 9 بالمئة منها من الخدمة، إضافة إلى تضرر 14 بالمئة من المساجد وهدم 5 بالمئة منها.وأشار المكتب إلى أن الاحتلال قصف القطاع منذ بداية عدوانه في السابع من أكتوبر الماضي بـ 30 ألف طن من المتفجرات بمتوسط 82 طناً لكل كيلومتر مربع.
في غضون ذلك، كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن أعداد سكان قطاع غزة النازحين قسراً عن منازلهم تجاوزت الـ 1.5 مليون شخص. وقالت مديرة العلاقات الخارجية في الوكالة تمارا الرفاعي في بيان لها، إن أكثر من 70 بالمئة من سكان مختلف مناطق غزة أصبحوا نازحين منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي، حيث يعيش معظمهم في ظروف مروعة في ملاجئ الأمم المتحدة. وأوضحت الرفاعي أن نحو نصف النازحين أي 717 ألفاً يقيمون في 149 منشأة تابعة للوكالة في كل مناطق غزة، بما في ذلك في الشمال فيما أكثر من 557 ألفاً يقيمون في 92 مرفقاً في مناطق الوسط وخان يونس ورفح.وأشارت الرفاعي إلى أن الأونروا غير قادرة على الوصول إلى الكثير من هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم، واصفة ظروف منشآتها المكتظة بغير الإنسانية والمتدهورة، ومحذرة من خطورة تحول الوضع إلى أزمة صحة عامة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
ميدانيا، وفي ظل توغل بري محدود يقوم على سياسة الأرض المحروقة يواجه بمقاومة باسلة ومجازر دموية وإبادة جماعية للمدنيين، أعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين إضافيتين ليرتفع  إلى تسعة عدد الآليات الإسرائيلية التي دمرتها في شمال غزة أمس، قائلة إن عناصرها تمكنت من تدمير أربع  دبابات إضافية على مشارف مخيم الشاطئ بقذائف "الياسين 105"، بعد ان كانت أعلنت تدمير ثلاث دبابات وناقلة جند وجرافة صهيونية على مشارف مخيم الشاطئ. وكشفت أنها كانت قبل أيام على وشك الإفراج عن 12 محتجزًا من حملة الجنسيات الأجنبية ولكن الاحتلال عرقل ذلك.
إلى ذلك، أكد الأمين العام للجامعة  العربية أحمد أبو الغيط أن الوضع كارثي ويضع مبادئ حقوق الإنسان والقيم العالمية على المحك، مشيرا إلى أن مشاهد القتل والرعب في غزة ستستمر في ذاكرة الأجيال لعقود قادمة.
من جانبه، أكّد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أنّ الأردن يسير بقاعدة التدرج بالكثير من الإجراءات والوسائل التي يملكها والمطروحة على الطاولة، عند المساس بالحق الفلسطيني وقبل ذلك الأمن القومي الأردني ومرتكزاته.