بروز ظواهر غريبة لم نعتد عليها كمجتمع، منذ أن تفتحت أعيننا على الحياة. بعد ثلاثة عقود من الزمن، بل تحديداً بعد الغزو الغاشم، برزت سلوكيات وثقافة غريبة في الجانب الأخلاقي، وممارسات تتزايد حتى أصبحت ظاهرة غير مألوفة لجيل الستينات والسبعينات، وحتى الثمانينات، وبدا واضحاً نمو ثقافة جديدة تتصف بالعنف والفوضى، واللامبالاة حتى أصبحت واضحة ومزعجة، في بلد مثل الكويت، وهذا يحتاج إلى وقفة. فبالتأكيد الكل يشاهد ويرى من بعض فئات الشباب، سواء بنات أو شبان، يمارسون أفعالاً غريبة، ابتداء من السرعة والاستهتار، وعدم احترام قواعد وقانون المرور، الى اللباس غير المألوف في الأماكن العامة، ووصولا إلى عدم احترام قيم المجتمع وثقافته التي تربينا عليها، وهي ثوابت لاحياد عنها.
إنها مشكلة استفحلت وتجاوزت الحدود التي تربى بها الكويتيون من قيم حميدة. لذا نقول: ألا يستهان بهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، بل هي قد تؤسس نهجا للأجيال القادمة أن الكويت هكذا، وهي العكس من ذلك تماما. ولمعالجة هذه الظواهر والسلوكيات، أصبحت الحاجة ملحة للنظر في مآلاتها، والتوقف عندها بحيث تعمل مؤسسات الدولة المعنية من إعلام، وهيئة الشباب، وجمعيات النفع العام المعنية في المجتمع، وكذلك وزارتي الداخلية والتربية، والجهات المتخصصة لوضع برنامج عملي وعلمي من اجل معالجة هذه الظواهر. وتكثيف العمل التوعوي المستمر، وليس الموقت، وتكون المعالجة مدروسة، ومؤثرة على سلوك الشباب غير المدرك بما يقدم عليه، وتحديد المعالجات المطلوبة للقضاء على هذه المفاهيم، والمظاهر المشينة. وفي هذا الشأن لا بد من مشاركة أصحاب الاختصاصات في علم النفس والاجتماع للدراسة، ووضع الحلول، والمحافظة على هوية المجتمع في هذه المسألة المهمة.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها بقيادة صاحب السمو الأمير، وأن يمن عليه بالصحة والعافية، وسمو ولي العهد حفظهما الله. اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.