

هيفاء السنعوسي… تروي "حكايات نوافذ النور"
أصدرت كتاباً تستحضر فيه الكويت قديماً وأحيت أمسية حكواتية
أصدرت الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي كتاب "حكايات نوافذ النور… وشخصيات حقيقية وحكايات خلف الأبواب المغلقة"، والذي توثق فيه محطات مهمة من تاريخ الكويت، عبر شخصيات وأحداث وحكايات عاشها أهل الكويت قديماً، واستطاعوا من خلالها بناء الوطن، الذي أصبح مفخرة لأجياله المتعاقبة.
وقالت السنعوسي في تقديمها لكتابها: "لقد اجتهدت في إخراج هذا الكتاب الذي يتضمن توثيقا مهما وكنزا معلوماتيا، فيه حكايات وأحداث ومواقف تهمّ الأسر المذكورة في الكتاب بصفة خاصة، وتهمّ الناس عامّة، ممن يعشقون الحكايات الحقيقية للمتعة والعظة والعبرة وأخذ الدروس، وممن يعشقون الماضي الأصيل.
وأضافت: "كانت الرحلة شاقة جدا في مسارات التوثيق والجمع والإعداد لهذا الكتاب، فهو ليس مجموعة قصصية أستقيها من خيالي، وتديرها ملفات الإبداع لدي، وإنما هو حقائق تستوجب استحضار الذاكرة وروايات الشخصيات التي ماتت، إنها حقائق لا يمكن تزييفها وتحريفها.
وتابعت: ارتحلت مع أمي الحبيبة يرحمها الله، إلى زمن لم أعشه، ودخلت مع حكاياتها الجميلة إلى عوالم جميلة، وتجولت في بيوت قديمة لم أزرها، وقد اختفت تلك البيوت، بيوت حي قبلة "جبلة"، حيث منزل والدها الملا علي بن حِمْد "يرحمه الله" مؤسس مسجد علي بن حِمْد في جبلة، وهو من أسرة الدرع وأخوه عبدالمحسن مؤسس أول مكتبة تجارية بالكويت.
ولا أنسى حكايات عمتي مريم أحمد العميم أخت أبي الحبيب من أمه، يرحمهم الله جميعا، حيث كنت أستمتع جدا بحكاياتها".
وفي السياق نفسه، أحيت السنعوسي في رابطة الأدباء الكويتيين أمسية، عنوانها "عبدالعزيز… الرحلة الأخيرة"، من خلال السفر عبر الزمن بطريقة الحكواتية، وذلك ضمن احتفالية كتابها، بمشاركة النهام عبدالعزيز الحملي، وفرقة القرين للعرضة والسامري.
وبدأت الأمسية بصوت النهام الذي يضاهي التراث الكويتي، ثم بدأت الدكتورة هيفاء السنعوسي في سرد حكاية حقيقية حدثت في قديم الكويت تخصّ جدها عبدالعزيز الذي فُقد خلال رحلته في البحر، وبالتالي ألقت تلك الحكاية بأسلوب قصصي شيّق، مستحضرة الماضي بحكاياته الحقيقة، وبأداء حكواتي يعبر عن تواتر الأحداث، وتطورها.
وقالت السنعوسي في تصريحها: "الأمسية تتعلق بإصدار كتابي "حكايات نوافذ النور… شخصيات حقيقية وحكايات خلف الأبواب المغلقة"، وهو يتعلق بالماضي وعراقة أهل الكويت قديما، فالشخصيات التي يتضمنها الكتاب كلها حقيقية، وتعبر عن الهوية الكويتية القديمة بكل تفاصيلها، من عادات وتقاليد ولهجة قديمة وأخلاق راقية تحلّى بها الكويتيون في ذاك الزمن، بمعنى أننا نرجع إلى 50-100 سنة من ماضي الكويت، بكل عبقه وجماله، إنها احتفالية أردت أن تتضمن قصة حقيقة موجودة عن جدي عبدالعزيز محمد العامر السنعوسي، الذي توفي يرحمه الله في البحر شاباً في الثلاثين من عمره، والكتاب يتعلق به لأنه يحتوي قصة له، فأردت أن أعرضها بطريقة مسرح الحكواتية، وأصررت أن يشارك في العرض النهام الذي اعتبرته صوت البحر، بأداء عبدالعزيز الحملي، وفرقة شعبية.
وأضافت: "إنها احتفالية بكتاب وبالتراث الكويتي والشخصيات الكويتية القديمة، التي تحفل بكل ألوان القصص التي في أذهاننا وتتضمن القيم والأخلاق العالية".
وأكدت أن "الذي ليس أول ليس له تالي، فلا تستطيع أن تعيش الحاضر ولا المستقبل، من دون الماضي الذي يعني العراقة، لذا يجب الاتصال به، فالكويت قديما تمثل بطولة، فقد غامر أهلها قديما من خلال رحلاتهم في البحر، خاصة الغاصة الذين كانوا يغوصون من دون أكسجين، كما أنهم كانوا يواجهون أهوال البحر، ورحلات طويلة فيها شوق وحنين ومشقة وغربة وألم ومعاناة، فكم تعرض بعضهم للموت والمرض، ومهاجمة أسماك القرش، التي تسببت لبعضهم بإعاقة دائمة، هؤلاء أبطال وسجل حافل بكل البطولات الكويتية، وبهذه الهوية الكويتية العريقة لا يمكن أن ننسى، ولقد لاحظت أن هذه الهوية بدأت تتهاوى، لذا فإنني أريد تأصيلها في النفوس واسترجاعها، من خلال هذا العمل بتفاصيله، من خلال العلم الكويتي القديم كي تكون الهوية الكويتية القديمة حاضرة.
