كتب ـ ناجح بلال:تحوّل البلاستيك في الآونة الأخيرة إلى العدو الأول للحياة على كوكب الأرض، إذ تجمع الدراسات الحديثة على خطورته وآثاره المدمرة للحياة البيئية على الأرض، وانعكاس استخدامه على الإنسان والكائنات الأخرى البرية والبحرية، وفي هذا الشأن أعلن الاتحاد الأوروبي عن خفض استهلاك هذه المادة خلال العام الحالي إلى 80%، عقب حظر كثير من الدول الأوروبية استخدام الأكياس البلاستيكية.التنبه لخطورة البلاستيك انطلق من احتوائه على خطر قاتل يسمى الديوكسين المدمر الحقيقي للصحة، ما دفع دولا أفريقية أيضا لحظر الأكياس البلاستيكية عقب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة، الذي كشف عن موت 100 ألف حوت وسلحفاة بحرية سنويا جراء تناولها لأكياس البلاستيك، وإعلانه بأن 70% من موت الماشية في العاصمة الموريتانية «نواكشوط» من خراف وماعز هي نتيجة لتناولها هذه الأكياس.محليا، ورغم أن الدراسات تقدر كمية المخلفات البلاستيكية المستهلكة في الكويت بـ 100طن يومياً، فإن معالجة آثار هذا القاتل الصامت الذي يغتال الحياة، مازالت قاصرة رغم المحاولات التي تطلقها الجهات المعنية بين الحين والآخر. وفي هذا الإطار، حذر خبراء ومختصون في أحاديث متفرقة إلى «السياسة» من تنامي معدلات المخلفات البلاستيكية في البلاد في ظل انتشار استخدام البلاستيك في تصنيع الأكياس والقناني وغيرها من الأواني والأدوات التي تستخدم في الأمور الحياتية اليومية، مشيرين إلى أن المشروبات الساخنة في أكواب البلاستيك تمثل سموما نشربها بأيدينا.من جهته، قال رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية خالد الهاجري: إن محتوى أكياس البلاستيك مسبب رئيسي للأمراض السرطانية، نافيا وجود أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة، بل هي وصف تسويقي لزيادة المبيعات فقط.من جانبه، قال الخبير الدولي في العلوم البيئية د.مبارك العجمي: إن نصيب الكويت من النفايات البلاستيكية يبلغ نحو 200 ألف طن سنوياً ما يؤدي الى تزايد حدة الأخطار على الصحة والبيئة لاحتوائها على نسب عالية من الرصاص وعند تعرضها لأشعة الشمس تخرج منها غازات شديدة الضرر والخطورة.على الصعيد الرسمي، حذر رئيس مجلس الإدارة، المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد من استخدام المواد البلاستيكية سواء الأكياس أو الملاعق والاطباق نظرا لخطورتها على الصحة والبيئة، مبينا أن مادة الديوكسين تعد المكون الأهم والرئيسي في صناعة أكياس البلاستيك وتحتوي على مواد سامة تدخل في عملية تصنيعها بالإضافة إلى احتوائها نسباً غير قليلة من الرصاص.أما المدير العام لشركة «بيئتنا» لمعالجة النفايات التابعة لمجموعة العرفج القابضة عبدالغني شهاب الدين، فأكد أن الشركة تستقبل يومياً ما بين 25 و30 طناً من المخلفات البلاستيكية التي يعاد تدويرها بطاقة انتاجية تقدر بـ10 آلاف طن سنوياً، مبينا أن المخلفات البلاستيكية المنزلية تعد الأكثر توفراً مثل عبوات الزيوت والمنظفات بمختلف أنواعها والأثاث البلاستيكي وعبوات الأصباغ.طبيا، حذر استشاري الامراض الباطنية د.محمد الموسى من الافراط في استخدام مختلف المواد المصنوعة من البلاستيك سواء الأكياس أو ألعاب الاطفال أو ببرونات الرضاعة، لافتا الى ان تسخين الطعام في الميكروويف وهو مغلف بالاكياس البلاستيكية يؤدي الى الإصابة بالامراض السرطانية.

عبوات تُلوِّث شواطئ الكويت