* البرلمان يقرر رفع الحصانة عن أي نائب متهم بالفساد بعد وصول ملفه من القضاء* عبد المهدي: الاتفاق بين الصدر والعامري أفضل طريق لتغيير الحكومةبغداد- وكالات: عاشت مدينة كربلاء، أول من أمس، ليلة دامية، سقط فيها عشرات الضحايا، فيما تحدى المتظاهرون حظر التجول الليلي الذي فرضته السلطات في بغداد، مواصلين الاحتشاد منذ صباح أمس، بعد يوم احتجاجي توافد خلاله آلاف الطلاب إلى شوارع مدن عدة في العراق، غير آبهين بتحذيرات السلطات.وقالت مصادر طبية وأمنية لرويترز، أمس، إن 14 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 865 آخرين، جراء فض الشرطة العراقية تظاهرات في كربلاء ليلة أول من أمس، فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر أمنية تأكيدها سقوط 18 قتيلا.وعلى خلاف ذلك، نفى قائد شرطة كربلاء، مقتل أي متظاهر، وقال ان شخصا واحدا توفي في واقعة جنائية لا علاقة لها بالاحتجاجات، واصفا لقطات مصورة لقوات الامن وهي تطلق النار على المتظاهرين وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها "ملفقة"، مشيرا إلى أن الأرقام الرسمية تشير إلى إصابة 90 منتسبا و53 مدنيا، خرج منهم 35 بعد تلقيهم العلاج بالمستشفيات.والإطار، صرح قائد عمليات الفرات الاوسط ، اللواء الركن علي الهاشمي، بأن القوات العراقية لم تستخدم العنف ولم تطلق الرصاص على المتظاهرين في كربلاء.وأضاف:"لا يوجد شهيد واحد في كربلاء لكن هناك مصابين وغالبيتهم من القوات الأمنية" ، مضيفا :"الوضع الآن في محافظة كربلاء جيد جدا".وتابع :"تم اعتقال العشرات من المتظاهرين غالبيتهم جاءوا من المحافظات الاخرى في البصرة والمناطق الغربية والشمالية والبعض منهم يحملون أسلحة خفيفة".ومن جانبه، نفى محافظ كربلاء نصيف الخطابي لوكالة الأنباء العراقية سقوط أي قتيل بين المتظاهرين أو القوات الأمنية.واعتبر الخطابي، أن الفيديوهات التي انتشرت على أنها من المدينة العراقية مفبركة، مؤكداً على أن القوات الأمنية تمتعت بأعلى درجات ضبط النفس خلال الأحداث التي شهدتها كربلاء، ومعتبرا أن هناك حملة إعلامية لتشويه صورة كربلاء المقدسة.وفي بغداد، تحدى متظاهرون قرارا بحظر التجول وشاركوا في تجمعات حاشدة في ساحة التحرير وسط العاصمة، كما خرج الآلاف سيرا وبسياراتهم مطلقين العنان للأبواق والأناشيد.وشهدت الساحة تجمعات فاقت أعدادها تظاهرات الأيام الماضية، رافضين المغادرة رغم إطلاق الغازات المسيلة للدموع عليهم والتي استخدمتها القوات الأمنية في محاولة لتفريقهم.وردد المحتجون شعارات تؤكد استمرارهم في التظاهر حتى تلبية مطالبهم، وتتمثل في تحقيق إصلاحات اقتصادية، ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وتوافدت حشود المتظاهرين وخصوصا صباح أمس إلى ساحة التحرير وسط بغداد، التي يحتلها المحتجون منذ مساء الخميس الماضي.وكانت السلطات أعلنت حظرا للتجوال من الثانية عشرة من منتصف الليلة الماضية وحتى السادسة فجرا.واكتسبت الحركة الاحتجاجية المطالبة بـ"إسقاط النظام" زخما ، مع مشاركة آلاف الطلاب في التظاهرات ببغداد ومدن جنوبية عدة.والتحقت بالاحتجاجات نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المحامين التي أعلنت إضرابا لمدة أسبوع، ونقابة المهندسين، وذلك رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول الى أماكن الاعتصام والتظاهر خصوصا في الجنوب.وشهدت مدن مختلفة مظاهرات طلابية حاشدة، بينها الكوت والديوانية والناصرية والحلة والعمارة وميسان والبصرة، تمتد وسط وجنوب البلاد.وفي محاولة لامتصاص غضب المتظاهرين، صوّت البرلمان، أمس، على تشكيل لجنة برلمانية لتعديل الدستور، إضافة إلى وقف امتيازات كبار المسؤولين.كما صوت مجلس النواب، على رفع الحصانة عن أي نائب متهم بالفساد بعد وصول ملفه من القضاء إلى البرلمان.من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن تشريع قانون جديد للانتخابات في العراق بدل القانون الحالي يمثل مرتكزا أساسيا للإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد.ومن جانبه، صرح رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أمس، بأن أفضل طريق لتغيير الحكومة العراقية الحالية هو حصول اتفاق بين الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وزعيم كتلة الفتح البرلمانية هادي العامري على تغيير الحكومة من دون الذهاب إلى انتخابات مبكرة مجهول أمرها .ووجه عبد المهدي، بانعقاد المجالس الوزارية كافة بشكل دوري يوميا، لتلبية كل مطالب المتظاهرين.الى ذلك، شدد مجلس الأمن الوطني العراقي، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن وأرواح المواطنين والقوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة.وتوصلت لجنة تحقيق حكومية أجرت تحريات بشأن الموجة الاولى من الاضطرابات والتي كانت في الاسبوع الاول من أكتوبر الى أن 149 مدنيا قتلوا لان قوات الامن استخدمت القوة المفرطة والذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات.وجاء في تقرير اللجنة أن أكثر من 70 بالمئة من عمليات القتل نتجت عن اصابات بالرصاص في الرأس والصدر. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن إجمالي عدد القتلى في صفوف المتظاهرين منذ 25 من الشهر الجاري وحتى الآن يتجاوز 80 قتيلا ونحو أربعة آلاف مصاب.