%2.6 النمو الاقتصادي المتوقع في 2018

قال الموجز الاقتصادي لبنك الكويت الوطني: لقد تفاوتت الأخبار الاقتصادية المحلية خلال شهر سبتمبر. فمن جهة، كان النمو غير النفطي أقوى من المتوقع في النصف الأول من العام 2018، بالإضافة إلى تعزيز الميزانية المالية، نتيجة ارتفاع إنتاج النفط وبلوغ الأسعار أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات. إلا انه من جهة أخرى، تباطأ نمو الإنفاق الاستهلاكي وتراجعت المبيعات العقارية (وإن كان ذلك بسبب العوامل الموسمية)، حيث يعد كلاهما من الركائز التقليدية للاقتصاد غير النفطي.
وكشف الموجز وفقاً للبيانات الرسمية المبدئية عن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.7% على أساس سنوي في النصف الأول من العام 2018، بعد التحسن الذي سجله في الربع الأول من العام على خلفية انتعاش الأنشطة غير النفطية، معوضا بذلك تراجع الإنتاج النفطي. كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 4.9% على أساس سنوي في النصف الأول من العام، مدعوماً بالأداء الجيد لقطاعات الاتصالات والتصنيع والمَرافق العامة. وعلى الرغم من أن البيانات غير النفطية في النصف الأول من العام 2018 كانت أقوى من التوقعات، إلا أن تلك الأرقام قد تتسم بالتذبذب، حيث ما زلنا نتوقع ارتفاع معدلات النمو بنسبة 2.8% للنشاط غير النفطي و2.5% في إنتاج النفط في العام 2018 بشكل عام، بما يؤدي إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.6%.
وأضاف الموجز بعد أن سجلت أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً في أغسطس، وواصلت اتجاهها التصاعدي في سبتمبر ليرتفع سعر خام النفط الكويتي بنسبة 6% بالغاً 80 دولاراً للبرميل ثم واصل ارتفاعه إلى 83 دولاراً للبرميل في أوائل أكتوبر. ومع ارتفاع متوسط سعر خام التصدير الكويتي إلى 70 دولاراً للبرميل منذ بداية العام، تميل الكفة بوضوح نحو تخطي المتوسط السنوي لمستوى توقعاتنا البالغ 69 دولاراً للبرميل.
وقد أدت الكويت دورها في زيادة إمدادات اوبك عن طريق رفع إنتاجها من النفط الخام إلى 2.80 مليون برميل يومياً في شهر أغسطس، بزيادة طفيفة مقارنة بشهر يوليو، إلا انها تعد زيادة كبيرة بنحو 100.000 برميل يومياً (3.7%) منذ مايو. ولا تزال توقعاتنا تشير إلى أن الانتاج قد يصل إلى 2.85 مليون برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة، أما بالنسبة للعام بأكمله، فقد يترتب على ذلك نمو بحوالي 2.5% تقريباً. وبالنسبة للعام المقبل، نتوقع أن تستقر معدلات الإنتاج إلى حد ما عند نفس المستويات، إلا ان الطاقة الإنتاجية للكويت قد تشهد ارتفاعاً، اذا تم إعادة تشغيل المنطقة المحايدة المشتركة مع السعودية كما تردد أخيراً، حيث تصل حصة الكويت إلى 250 ألف برميل يومياً في حال تم استعادة مستوى الانتاج بالكامل.
وقال الموجز: لقد تراجعت المبيعات العقارية في أغسطس بنسبة 15% على أساس سنوي، حيث بلغت 132 مليون دينار، فيما يعد ادنى مستوياتها منذ سبتمبر 2016. وقد جاء هذا التراجع كنتيجة لانخفاض عدد ومتوسط حجم الصفقات على أساس سنوي لكل القطاعات العقارية الثلاثة: السكني، والاستثماري، والتجاري. وقد يعزى هذا التراجع لمجموعة من العوامل، من أبرزها أن شهر أغسطس بصفة عامة يعتبر من اقل الأشهر نشاطاً.