2/8 يوم الصمود والتضحيات

لواء م. فيصل الجزاف

تمر اليوم ذكرى أليمة، لكنها في الوقت نفسه كتبت ملحمة سطرها الشعب الكويتي أمام الغزو العراقي البربري البعثي.
فبعد 33 سنة مرّت على هذه الكارثة الغادرة من عدو طمس كل الأخلاق، الإسلامية والشرعية، وغزا دولة جارة، وعاث بها وقتل وشرّد شعبها، الا ان الذكرى دائما تحفز هذا الشعب الكويتي الجبار على البذل والعطاء، رغم الوجع والالم، وفقدان الاحبة، الشهداء والمفقودين، الا ان شعبنا يقدم المزيد من هذا البذل من اجل سؤدد الوطن، وخيره وتقدمه.
الشعب الكويتي شعب حُر وقف وصمد أمام هذا العدوان البغيض، وقدم الشهداء في سبيل أرضه، وواجه المحتل بكل فخر وتحد، واصرار على استرجاع كرامة الوطن واهله وحقوقه التي سلبها الغزو الغاشم، وتخيل انه يستطيع طمس الحقيقة، لكن هذا الشعب كان بالمرصاد، وعادت الكويت حرة، وشعبها الابي يفتخر بما قدم من تضحيات.
ان التفاف الشعب حول قيادته، وكان يومها على قلب رجل واحد، ويدا واحدة، سطر بذلك اروع الملاحم في تاريخ الشعوب، ومثل عبرة للعالم اجمع.
نعم، سيكون 8/‏2 هو العلامة البارزة للشعب الكويتي العظيم أمام الجيش المحتل، فهو قاد إدارة البلد بكل اقتدار، وعمل، الصغير والكبير، على مقاومة الاحتلال، ولم يوفروا اي جهد في سبيل التحدي والصمود، فعملوا بكل المهن من دون حياء أو خجل، بل اظهروا معدنا أصيلا فداء لوطنهم.
علينا ان نأخذ عبرة هذا الحدث عبر ارجاع هذه الروح الوطنية التي اتسم بها هذا الشعب خلال سبعة اشهر من الاحتلال، ونعمل على إزالة الشوائب التي أثرت على التماسك والتجانس في المجتمع، التي افتقدناها في خضم الصراع العبثي، والتراشق السياسي، وانعكس ذلك على اجيالنا التي لا تزال تنظر الى المستقبل بتفاؤل وأمل، ولهذا علينا ان نجعل من هذا اليوم، الثاني من اغسطس، ميثاق وحدة وطنية.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها بقيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده حفظهما الله.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار.