2 أغسطس 1990... ملحمة صمود في وجه الغدر

عبدالناصر الأسلمي

رغم مرور 33 عاما على كارثة الغزو العراقي الغاشم التي وقعت في الثاني من أغسطس العام 1990 تظل الذكرى الاليمة للخميس الأسود عالقة في الوجدان الكويتي تستعصي على التناسي أو النسيان لما خلفته من جراح وندوب في قلب كل كويتي لا يمكن لتقادم الأزمان أن يمحوها وإن تبدلت الأحوال وتعاقبت الاجيال.
ففي الثاني من اغسطس العام 1990 وعلى حين غرة، وبقرار أحمق غادر من المقبور صدام حسين اقتحم الكويت في ساعات الفجر الأولى من ذلك اليوم أكثر من 20 ألف جندي عراقي من 4 محاور، ليستيقظ الكويتيون وقد حاصرهم جارهم المجاور في وطنهم بجنود وجيش بكامل عدته وعتاده في كارثة إنسانية وعربية لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
أمر المقبور صدام حسين جنوده بالهجوم برًا وجوًا وبحرًا، وداهمت القوات العراقية قصر دسمان، لكنها فشلت في العثور على أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، ومع تعاقب الحقب، لا ينسى الكويتيون صوت المذيع الكويتي حين كان يقول بكل مرارة:"أين أنتم يا عرب؟"، خاصة أن الكويت كانت تؤمن بالعالم العربي، فيما عمت مظاهر الارتباك البلاد بين تساؤلات بشأن إطلاق النار أو الانسحاب، إلا أن القوات قاتلت لمدة 24 ساعة، وبعدها انسحبت إلى مواقع أخرى من وزارة الدفاع رغم أن مشاهد القصف والقذائف التي تنهمر عليها كانت مخيفة، واستطاعت أن تتماسك في الساعات التي قاومت فيها.
وقعت جرائم حرب وعمليات اعتقال بشكل عشوائي في كل مناطق الكويت، فقد أنزلت قوات جوية وبحرية عراقية في ساعات الغزو الأولى ودارت اشتبكات حول قصر دسمان مع قوات الحرس الأميري في معارك طاحنة راح ضحيتها الكثيرون.
وفي الجهراء اشتبكت ألوية الجيش مع القوات المتقدمة في معارك غير متكافئة مثل معركة جال اللياح ومعركة جال المطلاع ومعركة الجسور ، فيما سطرت المقاومة الكويتية أثناء الغزو أروع ملاحم الصمود والدفاع في مواجهة جيش صنف من أقوى الجيوش في العالم أنذاك، فثمة من حمل سلاحه للمقاومة العسكرية وآخرون انخرطوا في عمليات تطوعية استهدفت تأمين متطلبات الحياة اليومية لأبناء الشعب الكويتي في ظل ظروف صعبة وعقبات جمة من ذلك إدارة الجمعيات التعاونية والاسواق في أسمى صور التمسك بالأرض والولاء للوطن، في صورة أعادت إلى الاذهان كفاح الاجداد قديما لتبقى الكويت عزيزة أبية ترفرف عليها راية الحرية.