القاهرة - وكالات: في الساعات الأكثر ظلمة من ليل القاهرة، أول من أمس، استيقظ مئات من مرضى السرطان، الذين لا ينامون إلا بالمسكنات القوية، مفزوعين إثر وقوع انفجار ضخم هز أرجاء معهد الأورام الحكومي، الذي يطل على كورنيش النيل، في منطقة القصر العيني، في وسط القاهرة.وأسفر الحادث، الذي أدى إلى تحطم واجهة المعهد، وانفجار نحو 10 سيارات، عن مقتل نحو 20 شخصا وإصابة 30 آخرين.وبينما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحادث، في تغريدة، بـ"العمل الإرهابي الجبان"، أعلنت وزارة الداخلية أن التحريات الأولية، توصلت إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة "الإخوان" وراء تجهيز السيارة استعدادا لتنفيذ عملية إرهابية بمعرفة أحد عناصرها.وفقا لبيان أصدرته وزارة الداخلية المصرية، امس، فإن "سيارة تحمل متفجرات تسببت في حادث معهد الأورام، بعد أن اصطدمت بثلاث سيارات، أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه"، مشيرة الى أن "السيارة التي كان داخلها كمية من المتفجرات، كانت مسروقة من محافظة المنوفية قبل بضعة أشهر"، مبينة أن "السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن، تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية".الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد ضحايا الحادث إلى 20 قتيلا و30 مصابا تم نقلهم إلى مستشفيات مختلفة منها معهد ناصر، والمنيرة، والقصر العيني.وقال مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، خالد مجاهد، في بيان: "قررت الوزارة إخلاء 54 حالة مرضية كانت محجوزة داخل المعهد القومي للأورام، وإحالة 30 منهم إلى مستشفى معهد ناصر، ونقل الباقي إلى مستشفى دار السلام هرمل، مع التوجيه بتوفير كل سبل الرعاية لهم، وتلقي الرعاية الطبية اللازمة"، مشيرا الى أن هذا المعهد العريق يعالج سنويا نحو 25 ألف مريض سنويا مجانا، أظهر وجها لا رحمة فيه للإرهاب.وكشفت المعاينة الأولية أن الحادث نتج عنه تدمير الواجهة الخاصة بمعهد الأورام ووجود حفر في الأرض نتيجة تصادم السيارات وتضررها من الانفجار، بالإضافة إلى تدمير ما يقرب من 10 سيارات تطايرت وسقط بعضها على الأرض مما أسفر عن اشتعال النيران بها وبعضها سقط في مياه النيل .وقالت وزارة الصحة إن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة بالرعاية المركزة، مشيرة إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى 20 حالة وفاة، بينهم 4 مجهولين وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة.وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، سيارات الإطفاء وهي تحاول السيطرة على حريق هائل، وعددا من السيارات الخاصة المتلفة نتيجة الانفجار.ودفعت وزارة الصحة بـ42 سيارة إسعاف فور وقوع الحادث. وبسبب قوة الانفجار، تطايرت جثث وأشلاء جثث الضحايا في نهر النيل، ومشطت شرطة المسطحات المائية وفريق من الغواصين منطقة النيل المواجهة لمبنى معهد الأورام لانتشال أشلاء الضحايا.وقالت وزيرة الصحة هالة زايد، في مؤتمر صحافي في مقر معهد الأورام بعيد الحادث، إن هناك احتمالًا بوجود جثث وأشلاء في مياه نهر النيل، المواجه لموقع الانفجار، إضافة إلى أن بعض المصابين حالتهم شديدة الخطورة، الأمر الذي يرجّّح زيادة عدد الضحايا.وأمر النائب العام المصري فريقا من النيابة بالتوجه لموقع الحادث للتعرف على أسبابه، وكشفت تقارير صحفية أن النيابة العامة بجنوب القاهرة، قررت الاستعلام عن السيارة المتسببة في الحادث، كما أمرت بالاستعلام عن وجود كاميرات مراقبة بالمنطقة، والتحفظ عليها لتفريغها وكشف كواليس الحادث.ونشر الشاعر والصحافي المصري ياسر الزيات على "فيسبوك" شهادته عن الانفجار الذي وقع أمام المعهد القومي للأورام وما رآه ليلة أمس أثناء عودته الى منزله.وكتب الزيات أنه نجا بأعجوبة في الحادث، حيث لم يكن الانفجار يبعد عنه سوى 10 أمتار في شارع البحر الصغير بالمنيل.وقال "لحظة الانفجار كنت عائدا على متن سيارة أجرة إلى منزل والدتي في المنيل حيث يقيم، وفي لحظة الانفجار بعد اجتياز مطب اصطناعي، سمعت صوت شرر بدا وكأنه ألعاب نارية، ثم تحول الشرر إلى انفجار ضخم هز كل شيء حولي، لاجد نفسي والسائق وسط كتلة من الدخان والحطام المتطاير".واضاف "سمعت بعدها صوت زجاج يتكسر ويتطاير، واعتقدت ساعتها أنني أصبت، لكني تمكنت من الخروج أنا وسائق السيارة".

أحد المباني تبدو محطمة بسبب التفجير (مواقع)

مصريون أمام المعهد القومي للأورام الذي شهد محيطه التفجير الانتحاري (مواقع)

تجمع من المصريين في موقع الحادث الإرهابي (مواقع)