20 مليون غالون مياه مُهدرة في الاحتفالات

* الخالد تفقد النقاط الأمنية على الخليج: اليقظة والجاهزية والحزم مع أي خروج عن القانون
* مصادر: 8 حوادث دهس خلال الاحتفالات إحداها لرجل أمن في نقطة بمنطقة الخيران
* "الداخلية": إغلاق شارع الخليج العربي اليوم "جزئياً" بالتزامن مع فعالية الألعاب النارية

كتب ـ منيف نايف ومروة البحراوي ومحمد غانم وإيناس عوض:


وسط استنكار واسع للمظاهر السلبية، التي شابت الاحتفالات بالعيد الوطني وذكرى التحرير، لا سيما استخدام بالونات المياه، وفي حين لاتزال فرق البلدية تجاهد لرفع مئات الأطنان من القمامة التي تكومت -ولاتزال تتراكم- على طول شارع الخليج العربي، وعلى وقع التأكيدات بصدور توجيهات بإعادة هيكلة اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد الوطنية العام المقبل وتنظيم مسيرات رسمية تشارك فيها مؤسسات الدولة ومنع استخدام بالونات المياه، قدَّرت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء والماء كميات المياه العذبة المهدرة خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية بنحو 20 مليون غالون امبراطوري خلال يومي 24 و25 الجاري.
وطالب نائب رئيس فريق الضبطية القضائية في الوزارة أحمد الشمري في، تصريح إلى "السياسة"، بضرورة الوقوف بحزم أمام هذه المشكلة التي تكلف الدولة الملايين، داعياً إلى سن قانون يُجرم هدر المياه.
وأعرب الشمري عن أسفه، كون القرار الوزاري (68) لسنة 2018 الخاص بهدر المياه والقانون رقم (48) لسنة 2005 لا يجرمان هدر المياه العذبة في الأعياد الوطنية التي تكلف الدولة ملايين الدنانير، مطالبا بسن قانون لتجريمها.
وأكد الشمري أنَّ فريق الضبطية التابع لقطاع المحافظات الشمالية انتشر على شارع الخليج خلال الاحتفال لرصد الظواهر السلبية، ومنها هدر المياه العذبة من خلال البالونات والمسدسات، مشيراً إلى أنها ظاهرة خطيرة ولا يوجد تشريع أو قانون يجرمها، لذا تعامل الفريق معها من خلال النصح والإرشاد لجميع المتواجدين من مواطنين ومقيمين.
وذكر الشمري أن القرارين المذكورين لا يجرمان مثل هذه الظواهر السلبية، داعياً الجهات الحكومية لإحكام الرقابة على مرافقها حتى لا تستغل في اغراض تؤدي إلى هدر ثروة مهمة من ثروات البلاد.
وأضاف: من المستغرب رصد بعض أولياء الأمور يحرضون أبناءهم على رش المياه، كما رأينا أن هناك من يستخدم مياه المساجد في هذا الغرض، مستنكرا قيام البعض ببيع البالونات والمسدسات المائية على قارعة الطريق وعلى امتداد شارع الخليج دون محاسبة.
في الإطار نفسه، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء والماء أن "مؤشر استهلاك المياه العذبة تجاوز الـ400 مليون غالون في اليومين المذكورين ليصل الى نحو 410 قبل أن يعود للانخفاض، أمس الاثنين، إلى 402 مليون غالون"، مبينة أن هذه الكمية المقدرة بـ20 مليون غالون امبرطوري تكلف الدولة نحو 200 ألف دينار مصروفات تشغيل محطات وتحلية المياه.
وطالبت المصادر بضرورة التصدي لهذه الظاهرة التي تؤدي الى هدر المياه العذبة، لا سيما
أن الكويت تعاني أساساً نقصاً في مصادر المياه العذبة.
في السياق ذاته، أعلنت البلدية أن فرقها تمكنت من إزالة أكوام القمامة التي تجمعت على الشريط الساحلي خلال الاحتفالات في وقت قياسي، مؤكدة أنها رفعت أكثر من 140 طناً من النفايات.
وذكرت المصادر أن فرق النظافة كثفت جهودها الميدانية قبل الاعياد بمحافظات الجهراء والأحمدي وحولي من خلال توزيع 82 "نساف"، و19 جرافة، و38 مكبساً، و11 كناسة، و915 عاملاً بمناطق العبدلي، وكبد، والوفرة، وصباح الاحمد البحرية والسالمية.
من جهة أخرى، أعلن مدير إدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة د.أحمد الشطي عن تعامل الإسعاف الجوي مع 26 بلاغاً خلال عطلة أعياد الكويت الوطنية، في المناطق الحدودية والبعيدة.
وقال الشطي في تصريح صحافي: إن تلك البلاغات تنوعت حسب غرفة العمليات ما بين المشاجرات وحوادث الطرق وحالات الربو والاختناق والحروق
وأضاف: تم توزيع 50 فنياً جوالاً و3 عيادات على شارع الخليج العربي، ما بين الدائري الثاني وحتى السفارة البريطانية، إضافة إلى 5 "بقيات" و3 سيارات غولف، و3 سيارات إسعاف مفروزة في العيادات.
بدوره، كشف رئيس شعبة العمليات بإدارة الطوارئ الطبية محمد الشراح لـ"السياسة" عن استقبال 829 بلاغاً محصلة البلاغات التي تلقتها الإدارة خلال يومي 25 و26 فبراير، من بينها 110 بلاغات لحوادث طرق.
وقال الشراح: إن إجمالي عدد الحالات المنقولة إلى المستشفيات والقطاعات الصحية المختصة بلغ 493 منها 14 حالة تم نقلها بالإسعاف الجوي، فيما بلغ عدد الحالات غير المنقولة والتي تم إسعافها في موقع الحادث 182 حالة، لافتا إلى أن حوادث الطرق تنوعت ما بين حوادث سيارات و"بقي" و"سيكل" وانقلاب وذلك في مختلف المحافظات.
في غضون ذلك، تفقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد النقاط الامنية في شارع الخليج، أمس، واطلع على خطة تأمينها.
وشدد الخالد خلال الجولة على ضرورة اليقظة والجاهزية والتعامل بحزم مع أي خروج عن القانون أو أي سلوكيات سلبية، وحث رجال الأمن بالتعامل الراقي وسعة الصدر وتقديم المساعدات الإنسانية للجمهور، لاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
وأوضح مصدر أمني أن غرفة العمليات في وزارة الداخلية تعاملت مع المئات من البلاغات معظمها مشاجرات إضافة الى نحو 8 حوادث دهس خلال الاحتفالات الوطنية بينها دهس رجل أمن في نقطة امنية بمنطقة الخيران، حيث أصيب بكسر في الحوض وجروح بليغة، وتم ضبط الداهس وهو قائد بقي كان يقود دراجته بسرعة عالية.
في سياق متصل، أعلنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية انه سيتم اغلاق شارع الخليج العربي اليوم "جزئياً" بالتزامن مع فعالية الألعاب النارية التي ستقام قرب أبراج الكويت في الثامنة مساء.
وأضافت: إن الإغلاق الجزئي سيكون من تقاطع طريق خالد المرزوق "الدائري الثاني" مع شارع الخليج العربي حتى تقاطع السفارة البريطانية- شارع جاسم البحر، من الساعة 5.30 مساء وحتى انتهاء الفعالية.
إلى ذلك، أعلنت إدارة الإعلام الأمني عن ضبط المقيم الآسيوي الذي ألقى بالونة مياه على دورية للشرطة خلال الاحتفالات.
وقالت الإدارة: إن قطاع الأمن الجنائي تمكن من ضبطه، وجار احالته لجهة الاختصاص تمهيداً لإبعاده عن البلاد.