الأحد 25 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

200 مليار استرليني فاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

Time
السبت 01 فبراير 2020
View
5
السياسة
"البريكست" يكرِّس عقد اتفاقات تجارية ضخمة بين لندن والولايات المتحدة على حساب القارة العجوز

عواصم ووكالات: في الساعة الحادية عشرة من ليل الجمعة في لندن لم تدقّ ساعة بيغ بن الشهيرة كونها تخضع للصيانة، لكنّ الآلاف من مؤيّدي بريكست احتشدوا أمام مبنى البرلمان، حيث احتفلوا على وقع التصفيق والنشيد الوطني بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
واحتفل رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان من أشدّ المؤيّدين لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي بوقوع الطلاق بين بروكسل ولندن بحفل استقبال متواضع بمقره في 10 داونينغ ستريت.
وأبلغ جونسون مجلس وزرائه ، أن العمل سيبدأ على الفور عقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي للتفاوض على اتفاقيات جديدة للتجارة. وقال مكتب جونسون في بيان "رئيس الوزراء بدأ بالقول بأننا نبدأ فصلا جديدا في مسيرة المملكة المتحدة بطي صفحة الانقسام الذي شهدته الأعوام الثلاثة والنصف الماضية، والسير قدما بكل قوة لتحقيق تكاتف الأمة وتعزيز الفرص للجميع".
وأضاف البيان: "ناقش مجلس الوزراء جدول أعمال الحكومة لمستقبل التجارة، الذي يتضمن السعي إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي على غرار الاتفاقية القائمة مع كندا. من الغد ستكون المملكة المتحدة أيضا جاهزة لبدء مفاوضات تجارية مع دول حول العالم، بهدف أن تكون 80% من تجارتنا مشمولة باتفاقيات للتجارة الحرة في غضون ثلاث سنوات"، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
وجاءت تلك التصريحات عقب تغريدة للسفير الأميركي في بريطانيا روبرت جونسون قال فيها إن "المملكة المتحدة تغادر رسميا الاتحاد الأوروبي ورسالتي إلى بريطانيا بسيطة وهي: ليس لديكم صديق وحليف وشريك أكبر من الولايات المتحدة".

تقارب يريطاني- أميركي
إلى ذلك، قالت مديرة مجلس الشرق الأوسط لحزب المحافظين، "شارلوت ليزلي"، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي على الأرجح إلى تقارب بريطاني- أميركي قد يترك بصمته في المستقبل على السياسة العالمية.
وأضافت في حديثها مع قناة "العربية" أنه ستكون هناك دائماً قضايا مثل حرّية التنقل ومعايير الغذاء وغيرها، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة إلى أيّ مدى ستبقى بريطانيا متماشية مع معايير الاتحاد الأوروبي أو أنّها ستلبي احتياجاتها من الولايات المتحدة الأميركية.
وتابعت: "أظن أنّ ذلك سيكون له تأثير على السياسة العالمية إلى حدّ ما، كما ستتضّح الصورة بشأن مدى رغبة بريطانيا في التقارب من الولايات المتحدة أو من الاتحاد الأوروبي أثناء المفاوضات التجارية المقبلة". ورأت ليزلي أن عملية بريكست ستكون بلا شك معقدة ولكن قابلة للتنفيذ، مشيرة إلى أن بريطانيا جزءا من الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة، لذا فإنّ إلغاء الكثير من التشريعات سيكون معقدا للغاية. واضافت قد تصل الخسائر التي ستمنى بها بريطانيا جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي إلى ما يعادل قيمة مساهمات المملكة المتحدة في موازنة الاتحاد الأوروبي خلال الـ 47 عاما التي كانت خلالها تحت مظلة التكتل الأكبر عالمياً.

200 مليار استرليني خسائر
وقدرت دراسة حديثة صادرة عن وحدة أبحاث "بلومبيرغ" الخسائر الاقتصادية التي منيت بها بريطانيا منذ مباحثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي إلى الآن نحو 130 مليار جنيه إسترليني (170 مليار دولار)، وتوقعت أن يُضاف إليها خسائر بقيمة 70 مليار جنيه إسترليني حتى نهاية العام الحالي. وقالت الدراسة: "كانت المملكة المتحدة أكثر تضررا بين دول العالم في السنوات الأخيرة. ورغم وجود علاقة تاريخية قوية بين المملكة المتحدة ودول مجموعة السبع الكبرى، لكن أداء الطرفين تباعد منذ التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح الاقتصاد البريطاني الآن أقل بنسبة 3% مما كان يمكن أن يكون عليه لو تم الحفاظ على العلاقة".
وقال دان هانسون الاقتصادي البريطاني في بلومبيرغ: "تقدّر التكلفة الإجمالية للبريكست بحلول نهاية عام 2020 بنحو 200 مليار جنيه إسترليني، حيث لا يزال عدم اليقين يؤثر سلباً على الشركات والمستهلكين، وذلك مع انتظار ما تسفر عنه الفترة الانتقالية حتى نهاية العام فيما يتعلق بالصفقة التجارية التي تنظم العلاقة بين بريطانيا والكتلة". وتقترب إجمالي الخسائر المتوقعة البالغة 200 مليار جنيه استرليني من إجمالي مساهمات بريطانيا في موازنة الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الـ 47 الماضية، والتي تقدر بنحو 215 مليار يورو، وفقا لحسابات مجلة فوربس.
وتغادر المملكة المتحدة المنظومة الأوروبية رسمياً بانسحاب منظم تتبعه مرحلة انتقالية حتى نهاية ديسمبر.

بداية فصل جديد
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وجّه قبل ساعة واحدة من وقوع الطلاق بين لندن وبركسل خطاباً إلى الأمّة أكّد فيه أنّ بريكست "ليس النهاية بل بداية فصل جديد من مسيرتنا الوطنيّة الكبرى".
وأضاف "أيّاً تكُن العقبات على الطريق، أنا أعلم أنّنا سننجح"، مشدّداً على أنّ بريكست سيُشكّل "نجاحاً باهراً"، في وقت تستعدّ بلاده لبدء مفاوضات صعبة مع الاتّحاد الأوروبي بشأن علاقتهما التجاريّة المستقبليّة. وتابع "نريد أن تكون هذه بداية عهد جديد من التعاون الودّي بين الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا المفعمة بالطاقة".

بدء العد التنازلي للحظة الحاسمة


بوريس جونسون يهنئ البريطانيين

آخر الأخبار