22 مليون زائر يُحيون أربعينية الحسين وسط تشديدات أمنية في كربلاء
أردوغان: كركوك موطن التركمان ولن نسمح بزعزعة أمنها… وواشنطن لحل الخلافات عبر الحوار
بغداد، عواصم - وكالات: أحيا نحو 22 مليون من الشيعة في العراق ومواطنو عدد من الدول العربية والأجنبية أمس، أربعينية الإمام الحسين في ظل خطط أمنية مشددة في محافظة كربلاء، التي اكتظت على مدى الأسبوعين الماضيين بأعداد غير مسبوقة من الزوار، الذين وفدوا إلى ضريح الإمام الحسين لإحياء زيارة الأربعينية غالبيتهم وصلوا مشيا على الأقدام كتقليد سنوي لإحياء الشعيرة المقدسة لدى الشيعة في مشهد يخيم عليه الحزن والأسى.
وأعلنت العتبة العباسية أن العدد الكلي لزائري أربعينية الإمام الحسين في محافظة كربلاء بلغ 22,019,146 زائرا هذا العام، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، فيما شكّل الإيرانيون غالبية بين الأجانب، مع مشاركة أربعة ملايين إيراني في إحياء الذكرى، وفق ما نقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية عن مسؤول إيراني.
ورغم درجات الحرارة العالية التي تتجاوز الأربعين درجة مؤية، احتشد الزوّار حول مرقدي الإمامين الحسين وأخيه العباس وسط المدينة، ثمّ لأداء الصلاة داخل المرقدين، وفي غضون ذلك تنقلت في الساحة مواكب يقيمها رجال يرتدون ملابس سوداء رافعة أعلاما سوداء ولافتات تحمل صور الإمام الحسين.وأدار رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني القائد العام للقوات المسلحة الذي زار كربلاء أول من أمس، الخطط الأمنية برفقة كبار القادة الأمنيين والعسكريين ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، من خلال غرفة عمليات مجهزة بعدد كبير من الشاشات في موقع متقدم بمحافظة كربلاء، وأشاد السوداني بدور المتطوعين من جميع محافظات العراق الذين نظموا مواكب على امتداد الطرق التي سلكها الزوار، لتقديم الطعام والشراب لهم.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أن المنافذ البرية الحدودية مع دول الجوار وخاصة إيران والكويت، اكتظت بالملايين من الزوار الذين تدفقوا إلى العراق بعد أن أعطت السلطات العراقية تسهيلات غير مسبوقة لاستقبال الوافدين، فيما استقبلت المطارات العراقية أفواجا كبيرة من الزوار من مختلف الجنسيات.
ونشرت السلطات العراقية مئات الآلاف من رجال الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخبارية وقوات الحشد الشعبي في جميع الطرق والشوارع المؤدية إلى كربلاء وفي محيط كربلاء وداخلها وسط تحليق متواصل للمروحيات لتأمين الحماية للحدث التأريخي، كما سخرت السلطات العراقية آلافا من الحافلات وخطوط السكك الحديدية لنقل الزوار ذهابا وإيابا، فيما نشر الأهالي والمتبرعون آلاف الخيم لتقديم الدعم للزوار عبر وجبات طعام ومياه الشرب ومحطات استراحة لاستقبال الوافدين مشيا على الأقدام، قاطعين مئات الكيلومترات في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
في غضون ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الابتعاد عن أي ممارسات من شأنها تغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة كركوك العراقية، من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة، قائلا إن كركوك موطن التركمان، ومنطقة تعيش فيها الثقافات المختلفة بسلام لمئات السنين، ولن نسمح بزعزعة أمنها ووحدة أراضيها.
وأشار إلى أنّ أي فعل يلحق الضرر بتركيبة مدينة كركوك يعني إلحاق خلل بوحدة العراق، قائلا "لن نسمح بأي ضرر يصيب وحدة واستقرار هذه المنطقة الجغرافية."، موضحا انه أوعز لوزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ضرورة متابعة ملف كركوك عن كثب.
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها تراقب عن كثب التطورات في كركوك، وأوضح النائب الرئيسي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي فيدانت باتل إدانة واشنطن أعمال العنف التي وقعت، مؤكدا أن الإدارة الأميركية تدعو جميع الأطراف إلى حل أي خلافات عبر الحوار وتفعيل المادة 140 من الدستور العراقي.
على صعيد آخر، قالت مصادر إنه ليس من المتوقع استئناف ضخ النفط العراقي إلى تركيا قبل أكتوبر المقبل، الذي يُرجح أن يزور خلاله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بغداد، بعد تأجيل الزيارة التي كان من المزمع في البداية أن يجريها في أغسطس.