الخميس 19 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

29 عاماً على رحيل عبدالله المبارك... الوجهُ التنويريُّ لرجل مرحلة النهضة

Time
الأحد 14 يونيو 2020
View
5
السياسة
أصدر المكتب الإعلامي في دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع تقريراً بمناسبة مرور 29 عاما على رحيل الشيخ عبدالله مبارك الصباح والتي تصادف، تحت عنوان " تجليات الوجه التنويري.. لرجل مرحلة النهضة الكويتية".
وأفاد التقرير أنه في يوم 15 يونيو 1991 تحل ذكرى رحيل الشيخ عبدالله المبارك الصباح أصغر وآخر أنجال الشيخ مبارك الكبير.. وأطولهم حياة، وبرحيله طويت صفحة من صفحات التاريخ الكويتي المشرقة التي شكلت البناء الحقيقي للتاريخ الكويتي الحديث والنهضة الهائلة في كافة مفاصل الدولة.. لما كان يملكه ذلك الرجل من طاقة هائلة على العمل وامتداد مذهل من العلاقات.. ووقوفه على رأس مؤسسات الدولة.
واستعرض التقرير ما شهدته الكويت في عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، حيث شاء الله أن يتسلم الشيخ الشاب عبدالله المبارك (1914-1991) في تلك الفترة مناصب قيادية مفصلية، مكّنته من لعب دور محوري، مهّد له الطريق لتحقيق طموحاته في تسريع مسيرة التقدم الكويتية.
وشغل الشيخ عبدالله منصب نائب الحاكم لفترات عديدة، وهو أول من أسس إذاعة الكويت وتولى رئاستها من العام 1951 حتى العام 1960. وكان له الفضل في العام 1953 في تأسيس نادٍ للطيران، صار فيما بعد النواة الأولى للقوة الجوية الكويتية. واختير في العام 1958 عضواً في المجلس الأعلى الذي شكّله سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ عبدالله السالم لوضع السياسة العامة للبلاد والإشراف عــلى تنفيذهــا. وتسنّم في تلك الفترة مهمة إدارة شؤون الجوازات والسفر والجنسية.
وأكد التقرير أن مرتكزات كثيرة وعديدة وضعها هذا الرجل شكّلت مفاصل مستقبل الكويت، الذي بات حاضراً يعيشه المواطن والمقيم والزائر؛ ومهدت قيادته لـ "إدارة المعارف" في تلك الفترة الطريق لصدور الصحف والمجلات، وإصدار أول قانون للمطبوعات في تاريخ البلاد، وتأسيس العديد من المنابر الثقافية، مستعرضا بالتفصيل اسهامات ودور الشيخ عبدالله المبارك في إنشاء كيان يحتضن الأدباء والمثقفين الكويتيين، الذين أخذ عددهم بالتزايد وطموحاتهم بالاتساع.
ولفت إلى أن الشيخ عبدالله آمن بأن الرياضة لا تقل أهمية عن التعليم والقراءة في صقل شخصية الجيل الشاب، ورأى فيها الدواء الأنجع لاستثمار أوقات الفراغ، خصوصاً بعد الطفرة النفطية وما صاحبها من فوران في أحلام ذلك الجيل وتطلعاته وطموحاته. ومن هذا المنطلق، دعم وشجع فكرة طرحها عليه مجرن الحمد بخصوص إنشاء نادٍ رياضي، فظهر إلى الوجود النادي الأهلي الرياضي في العام 1949 "في منطقة "قبلة".
وفي الجانب التعليمي، وثق التقرير اسهامات الشيخ عبدالله ودوره في تأسيس مدارس وحضّ المتعلمين على السفر في بعثات دراسية إلى الخارج، وكان يحرص على زيارتهم والوقوف
على أوضاعهم واحتياجاتهم كلما سافر إلى مصر أو لبنان أو فرنسا أو بريطانيا.
وكان الشيخ عبدالله يميل إلى الحركة الكشفية لمعرفته بما تقوم عليه من مبادئ تتمثل في تعزيز السلام والصداقة والعمل التطوعي، إضافة إلى تربيتها القدرات البدنية والعقلية في الآن ذاته. ومن هذا المنطلق شجع فرق الكشافة والأشبال، وكان دائم الزيارة للمعسكر الكشفي السنوي لكشافة الكويت، و"حرص عــلى مشــاركة فرقهــا في الاســتعراضات والمناســبات العامــة. ففــي فبرايــر عــام 1953 عــلى ســبيل المثــال نظــم الشــيخ اســتعراضاً كبـيـراً أمــام دائــرة الأمــن العــام ضــم وحــدات مــن الحــرس الأميــري والجيــش وفــرق الكشــافة والأشــبال".
وعلى الرغم من انشغاله بالأمور الأمنية والعسكرية في دائرة الأمن العام، وقيادته للجيش والقوات المسلحة، إلا أنه لم يتخل عن الشق التنويري والتثقيفي. ولقد آمن أن التثقيف العسكري لا يقل أهمية عن التدريب العسكري، فأوعز بإصدار مجلة (حماة الوطن) كأول مجلة متخصصة في الشؤون العسكرية المختلفة. وهذا ما تم فعلياً، "ففي أكتوبر عام 1960 أصدرت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش والقوات المسلحة، قبل أن تصبح وزارة الدفاع، أول مجلة متخصصة في الشؤون العسكرية المختلفة.
وأدرك الشيخ عبدالله ضرورة توثيق كل ما يتعلق بمظاهر الحياة في المجتمع الكويتي، سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، فأصدر في العام 1959 نداء لكل المواطنين والمثقفين والتجار لتقديم كل ما لديهم من مذكرات ووثائق تاريخية أو صور عنها، ليصار إلى جمعها وحفظها في مكان واحد يشكل سجلاً عاماً للكويت، يرجع إليه الباحثون والمؤرخون لرصد صورة موثقة للكويت بألوانها المختلفة.
وعُرف الشيخ عبدالله باعتزازه بكل ما هو عربي، ونبذه كل نعرات التمايز بين أبناء الأمة العربية، فقد كان نصيراً للفلسطينيين، وداعماً للثورات العربية ضد المستعمرين. وكم كان يطربه سماع خبر عن قيام وحدة بين دولتين عربيتين، مثلما يحزنه أشد الحزن سماع نبرات التمييز بين عربي وآخر من أبناء الأمة. وقد تعددت مواقفه المشهودة في دعم العرب والعروبة عبر سني حياته كلها.
وسجلت الدكتورة سعاد الصباح في كتابها "رسائل من الزمن الجميل" إذ قالت: "أهم ما في عبد الله المبارك أنه كان دائماً مع العصر، ومع الحداثة، ومع الجديد، وهذه الحداثة في فكره تركت بصماتها عليَّ وعلى أولاده. وبالنسبة لي، لم يُخبئّني عبد الله المبارك خلف الستائر، ولم يحبسني في قارورة، وإنما أدخلني إلى مجلسه، وقدمني إلى زواره، وشجعني على المشاركة في كل الحوارات السياسية التي كانت تدور في ديوانيته".
وأسند التقرير إلى العديد من المراجع سواء كتب أو ما نشر في الصحف والمجلات المتخصصة.
آخر الأخبار