كتبت - إيناس عوض:كشفت الاحصاءات الرسمية المقدمة خلال الندوة التي نظمتها رابطة الاجتماعيين الكويتية، بالتعاون مع مكتب الانماء الاجتماعي وجامعة الكويت أمس، عن تسجيل 298 حالة انتحار في البلاد خلال جائحة "كورونا"، في العامين 2019 و2020.وقدم الندوة المقامة تحت عنوان " الانتحار.. العوامل والآثار والحلول"، أستاذ علم الاجتماع د.حمد العسلاوي، بحضور رئيس مجلس ادارة الرابطة عبدالله الرضوان، والوكيل المساعد ونائب المدير العام لقطاع الخدمات والارشاد في مكتب الانماء الاجتماعي د.وفاء العرادي وعدد من المختصين والباحثين الاجتماعيين والنفسيين.وأكد الرضوان ان ارتفاع معدلات الانتحار في البلاد، تدق ناقوس الخطر، مشيراً الى انها لم ترق الى مستوى الظاهرة، لكن اهمالها سيتسبب بتفاقمها وتحولها الى ظاهرة.وأضاف الرضوان في تصريح لـ"السياسة"، أن التوعية بمخاطر الانتحار والتشخيص الدقيق لأسبابه ووضع حلول لمكافحته، صمام الأمان للمجتمع، مشيراً الى ان ندوة الرابطة لاتستهدف فئة بعينها بل كل من يعيش على أرض الكويت، كما تسلط الضوء على الانتحار وكل مايتعلق بعوامله، وهي تمهيد للاطلاق الرسمي لمبادرة "حياتك عزيزة" التي تعمل عليها الرابطة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية المعنية في البلاد. واشار الى ان الحلول المستعرضة في الندوة، تركز بالدرجة الاولى على الوصول الى عقل الشخص الساعي للانتحار وليس عاطفته، بغية مساعدته على تجاوز الأفكار السلبية التي تدفعه الى انهاء حياته.ارتفاع المعدلاتبدورها أعربت العرادي عن تأييدها لوجود علاقة وثيقة بين الاقدام على الانتحار والاضطربات النفسية والسلوكية، مشيرة الى ان جائحة كورونا ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع معدلات الانتحار في العالم بشكل عام والكويت خصوصا.وأضافت انهم تلقوا خلال عملها في مكتب الانماء الاجتماعي، العديد من الاتصالات لأطفال ومراهقين وبالغين يفكرون في الانتحار خصوصاً بعد جائحة كورونا، مشيرة الى أن الانتحار لايقتصر على فئة معينة رغم أن العوامل والاسباب التي تدفع كل فئة على التفكير فيه مختلفة، فمثلاً الاضطرابات السلوكية والعاطفية وراء اقدام المراهقين على الانتحار، والعنف الاسري في البيوت وراء اقدام البالغين عليه، أما فئة الأطفال فيدفعهم التحدي الموجود في الالعاب الالكترونية التي يدمنونها الى القتل وتجربة الموت من دون ادراك او وعي لمخاطر مايقدمون عليه.وكشف عن تنظيم ورشة تدريبية للمعنيين والاختصاصيين بموضوع الانتحار، بداية يناير المقبل.أسباب وحلولمن جهته استعرض العسلاوي، أقسام الانتحار وطرقه، ولفت الى أبرز نتائج الاحصائيات المحلية عن الانتحار، مبيناً أن حالات الانتحار زادت في فترة الجائحة حيث سجلت وزارة الداخلية ٢٨ حالة انتحار بين المواطنين و ٩٥ حالة لغير الكويتيين في ٢٠١٩، وفي ٢٠٢٠ سُجلت ٣٣ حالة لمواطنين و١٤٢ لغير الكويتيين.وأشار الى أن عوامل الانتحار واسبابه مُعقدة ومتنوعة، ولا توجد حالتان متشابهتان بالعوامل، الا أن أبرزها الاكتئاب الذي يُعد السبب الأول للانتحار، والخوف من وصمة العار من قِبل المجتمع تجاه الأمراض النفسية والعقلية، وتعاطي المسكرات والمخدرات، الى جانب عوامل شخصية واجتماعية وثقافية وعلائقية وتاريخية، دفعت بأشخاص للانتحار، ثم الافتقار الى الدعم، والهجر والعار والصراعات الأسرية والشعور بالوحدة، اضافة الى الاغتراب الاجتماعي والمعاناة من وصمة الهوية، والفشل في تلبية التوقعات، والشعور بالعجز وعدم القيمة.واختتم بتحديد الحلول لظاهرة الانتحار وفق ثلاثة مستويات، الأول شخصي: فمن يرغب في الانتحار لايتحدث بذلك لمن حوله ويدفعه للمبادرة بالحديث ان يقترن ذلك بالوعي الفكري والسلوكي، وثانيا المستوى المؤسساتي وضرورة العمل على توفير مكاتب للاستشارات النفسية والاجتماعية في أماكن العمل، اضافة الى عمل مسوح دورية، وثالثاً المستوى الوطني عبر تعزيز عملية التثاقف عند المهاجرين، اللاجئين، والوافدين، والتركيز على الاعلام، اضافة الى مسلسل 13 Reasons why دفع بالناس للحديث عن قضايا التنمر والاغتصاب والعلاقة الوالدية بالطفل وعلاقة كل ذلك بالانتحار، وأثبتت دراسة أخرى أن وعي الناس عن الانتحار والصحة النفسية زاد بعد عرض المسلسل.
أبرز دوافع الانتحار● الاكتئاب ● الخوف من العار ● تعاطي المخدرات● عوامل شخصية واجتماعية ● الافتقار الى الدعم● الصراعات الأسرية ● الاغتراب الاجتماعي● فشل تلبية التوقعات● الشعـ____ــور بالعجز وعــدم القيمةأعداد المنتحرين خلال "الجائحة"● 61 مواطنا ● 237 غير كويتي

جانب من الحضور (تصوير: محمد مرسي)