3.4 مليار دينارعجز في "الكهرباء"

وسط دعوات إلى وقف نزيف النفط

محمد غانم

رغم الطفرة الهائلة المُتحققة في تحصيل الإيرادات والديون المستحقة على المستهلكين بعد الربط الإلكتروني بين وزارة الداخلية والوزارات الخدمية، كشفت مصادر مطلعة عن عجز متوقع في ميزانية وزارة الكهرباء والماء يبلغ 3.394 مليار دينار خلال السنة المالية الحالية، موضحة أن العجز ناجم عن اتساع الفجوة بين المصروفات الإجمالية المقدرة بنحو 4.113 مليار دينار، والإيرادات المقدرة بنحو 719 مليون دينار؛ نظير بيع خدمتي الكهرباء والماء وإيصال التيار الكهربائي للقسائم الجديدة.
وطالبت المصادر بضرورة وقف نزيف الأموال الموجه سنويا لدعم انتاج الكهرباء، المتمثل في قيمة النفط والزيوت المستخدم لتشغيل محطات انتاج الكهرباء والماء، الذي بلغ في الميزانية الحالية 2.917 مليار دينار بزيادة قدرها 788 مليون دينار عن ميزانية العام الماضي (2.129 مليار دينار) تحت بند "السلع والخدمات".
وشددت المصادر على ضرورة إقرار قانون تحويل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة إلى مؤسسة، الذي لايزال حبيس الإدراج منذ أكثر من 6 سنوات ولم ير النور حتى الآن، موضحة ان تحويل الوزارة إلى مؤسسة سيمكن الاخيرة من تأسيس شركات والمشاركة في رؤوس أموال الشركات المرتبطة بتحقيق اغراضها وغيرها من الصلاحيات من بين الشركات لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه.
واستغربت المصادر بطء الوزارة في إنهاء ممارسة استشارية تتعلق بإعادة هيكلة قطاعاتها المختلفة؛ اذ من المقرر أن يقوم الاستشاري بإعداد الوثائق الخاصة بتحويل الوزارة إلى مؤسسة عامة تشمل عددا من القطاعات تتولى مسؤوليتها شركات تحت إشراف ومتابعة المؤسسة، لافتة الى ان التصور المبدئي للممارسة يتضمن انتاج ونقل الطاقة والمياه وتحصيل رسوم الخدمات التي تقدمها الوزارة من خلال الشركات.
من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور أن افضل توجه لوقف نزيف الانفاق على دعم الكهرباء والماء تحويلها الى مؤسسة، جزء منها حكومي والاخر للشعب، اذ يتاح للمؤسسة ان تنشئ شركات تطرح مشاريع انتاج الطاقة بنظام الاكتتاب.
وأضاف بوخضور: هنا يمكن ان نبعد هذا الملف بعيدا عن التكسب الانتخابي من قبل بعض النواب الذين يطالبون باسقاط المديونيات الخاصة بالكهرباء والماء عن المواطن فهذا النهج الخاطئ جعل المواطن يتقاعس عن دفع رسوم استهلاك الكهرباء والماء وبالتالي لا تستطيع الوزارة تحقيق اي ارباح او حتى تحصيل قيمة خدماتها.