كيف كانت مناخات الكتابات في زمن "كوفيد19" في تونس وكيف تناول بعض الكتاب الجائحة في مضامين إصداراتهم.أربعة كتب تونسية تفاعل مؤلفوها مع الوباء بأشكال إبداعية متنوعة، أولها كتاب "يوميات كورونا" لحسونة المصباحي بدأت من 14 مارس إلى 3 مايو 2020 أي قرابة الشهر والنصف أي يوما بيوم تقريبا، عدا بعض الفراغات القليلة التي توقّف فيها الكاتب عن التدوين.استعرض الكاتب خلال هذه الفترة كل ما قرأه، وحكايات حول كتّاب عرب وغربيين، وأحاديث عن شعراء وأحوالهم، وبعض المحاور الأدبية كالمبدع والريف والمدينة، كما دون رؤيته للعالم بعد تفشي الفيروس.وتاليا، جاءت رواية "كوبيت 14" للصحافي صابر سميح، في 120 صفحة، على امتداد أكثر من 14 عشر يوما قسمها إلى ثلاثة فصول جاءت تحت عناوين: "يوميات عائد من مصر" و"بعض من لبنان" و"أبو ظبي أرجوحة الذكريات".ويقول عنها: لولا "كوفيد-19" لما كان هذا الكتاب، الذي فرضه الحجر السرّي، الذي ألزم الكاتب نفسه به طيلة 14 يوما، إثر عودته من زيارته الأخيرة لمصر "مارس 2020".وبأسلــــــوب ساخر يقول: "تعلمت واكتشفت في يومي السادس من الحجر الصحي أن علبة التبغ الأميركيـــــــة التي تعــــودت على تدخينها بات سعرها 5 دنانيـــــر تونسية وخمسمائة مليم، بركاتك يا "كورونا". ويضيف: في ظهر اليوم ذاته تعلمت من خطــــــاب رئيس الجمهورية التونسيــــة قيس سعيّد، أن كلمة آفة مرادفها في العربية الجائحــــة أو الوباء، اللهم زدنا علما".وتعد "كوبيت 14" ثاني رواية للمؤلف بعد "مانيفستو أيوب" وهي مذكرات صحافي تنقل بين عدد من المدن في مهمات صحافية.وثالثا وأخيرا، ترصد رواية "مدن وتوابيت" للكاتــــــب مصطفى الكيلاني التي تقع في فصل واحد من 90 صفحة، نَصٌّا سَرديٌّا مٌسترسِلا طريفا كأنه جملة واحدة، لا فواصل ولا نقط، ولا استفهام، وحدها نقط التعجب سجلت حضورها، في أجواء كلها عجب، يستحضر الكاتب تجار السلاح، والحكومات الذليلة، وتجار الأعضاء البشرية، والمخدرات، ومخططي الحروب الجرثومية القادمة.
