35 عاماً من "السياسة"

سامي الجزار

الصحافة، مهنة المتعة والمتاعب، متعة المعرفة ومتاعب ان تعرف، فتفتح دائرة جهنمية من المعارك لا تنتهي، وكذا لحظات من المتع تسترقها بالانتصار في بعض المعارك، لتكتسب الإثارة والمتعة والتشويق.
"الصحافة مهنة البحث عن المتاعب"، لكن المضي قُدما في البحث عن المتاعب أمر لو تعلمون قدره كبير، وأن تستمر 53 عاما- ولا تزال- في صدور صحيفة صادقة ونزيهة أمر جلل يستحق الاحتفاء، وهذا ما فعلته "دار السياسة" بإصداراتها المتميزة ("السياسة" و"آراب تايمز" و"الهدف") تلك المنابر الصحافية والإعلامية العابرة للحدود، صادقة الحروف، ولولا مصداقيتها وحرفية كتيبتها ما وصلت لما هي عليه، ولو لم تكن "السياسة" تقدم وجبة صحافية شهية وطازجة ما استمرت، وما عبرت الحدود لتصل ليد القارئ في الوطن العربي كله.
ووراء كل نجاح قائد، هكذا علّمنا التاريخ، لا نجاح بلا فكر صائب، والفكر الصائب يتطلب علما ومعرفة، وخبرة وموهبة رئيس تحرير "السياسة" الأستاذ أحمد الجارالله لا تحتمل المجاملة، (مع العلم بأنني لم التق به، فقط علاقتي به هي علاقة قارئ لمقالاته)، فهو صحافي قدير ولاذع، ورئيس تحرير محنك، يعلم دروب الصحافة وأسرارها، وهو ما يتضح في خلطته الصحافية المُبهّرة التي يقدمها لقراء جريدته يوميا، فما بين خبر طازج وتحقيق مكتمل الأركان ومستند ووثيقة ورأي حصيف، تكتمل الصورة التي يريد أن يصدّرها للقارئ فيستطيع أن يخلق رأيا عاما لما يراه في صالح وطنه الذي يعشقه، ومصر التي في دمه، بل الوطن العربي كله، فهو استطاع (بالنسبة لي على الأقل) أن يقدم صحافة ليبرالية متجردة هدفها الصالح...والصالح فقط.
وكل عام و"السياسة" صحيفة طازجة دائما.

مدير تحرير بدار الهلال المصرية