باريس - وكالات: وصف زعماء أوروبيون في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمس، دمار كاتدرائية نوتردام في باريس بأنه "ضربة لأوروبا بأسرها"، مضيفين ان القارة كلها ستساهم في إعادة بنائها.وقال ممثلو ادعاء فرنسيون أمس، إن الحريق الذي استعر في كاتدرائية نوتردام ربما يكون ناجماً عن حادث، وذلك بعدما أخمد رجال الإطفاء النيران المشتعلة خلال الليل.وقال المدعي العام في باريس ريمي ايتس "نميل لنظرية أنه كان حادثاً، مضيفاً ان 50 شخصا يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلاً ومعقداً.واحتاج الأمر لنحو 400 رجل إطفاء لاخماد النيران التي أتت على سقف الكاتدرائية التي يعود تاريخ بنائها لاكثر من ثمانية قرون وتسبب في انهيار برجها. وعملوا طوال الليل للسيطرة على الحريق بعد نحو 14 ساعة من اندلاعه.وأصيب رجل اطفاء ولم ترد أنباء عن أي اصابات أخرى في الحريق الذي نشب بعد موعد إغلاق المبنى أمام الجمهور في المساء.ومن الخارج بدا برجا الجرس والجدران الخارجية صامدة. لكن النيران أتت على أروقة الكاتدرائية والهيكل العلوي.ولن يتسنى للمحققين دخول الكاتدرائية المحترقة حتى يتأكد الخبراء من أن جدرانها الحجرية تحملت حرارة الحريق وأن هيكل البناء متماسك. وعرض التلفزيون لقطات لرجال الاطفاء أعلى البرجين.وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء غابرييل بلوس في حديث للصحافيين أمام الكاتدرائية وسط باريس: "أخمدنا الحريق بالكامل، مهمتنا حالياً مراقبة الهيكل وتحركاته"، مشيراً إلى أن الحريق انتشر بسرعة في دعامات السقف الخشبي للكاتدرائية، حيث كانت تجرى أعمال صيانة وترميم واسعة النطاق.وأوضح أن رجال الإطفاء ركزوا خلال الصباح على برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية، وتأكدوا من عدم تعرضهما للدمار. وقال "هذا الوضع الآن".وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً بشأن "الدمار غير المتعمد نتيجة الحريق"، مشيراً إلى أن الشرطة بدأت تستجوب العمال المشاركين في أعمال الترميم.
وقال وزير الثقافة فرانك رييستير "إنها رمز لبلدنا كان مهدداً بالدمار"، مضيفاً ان رجال الإطفاء أنقذوا العديد من كنوزها لكن بعض اللوحات لا تزال في الداخل ومهددة بالتلف بسبب الدخان والمياه.وفي السياق، تعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي تعتبر أحد أرقى نماذج الطراز المعماري لكاتدرائيات العصر القوطي في فرنسا ويزورها نحو 13 مليون شخص سنوياً.وقال: إن "الأسوأ تم تجنبه" في الحريق، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبب احتراقه صدمة وحزناً في العالم أجمع.ولدى تفقّده كاتدرائية نوتردام "السيدة العذراء" وسط باريس، قال وقد بدا عليه التأثر أمام ألسنة النيران التي كانت لا تزال تلتهم الكنيسة إن "الأسوأ تم تجنبه حتى وإن كنا لم ننتصر في المعركة بعد"، مؤكداً أن "الساعات المقبلة ستكون صعبة"، مضيفاً "سنعيد بناء نوتردام".وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الداخلية لوران نونييز أعلن أن إنقاذ كاتدرائية نوتردام "ليس مضموناً" رغم استنفار نحو 400 عنصر إطفاء واستخدام 18 سيارة إطفاء.وقال لدى تفقده مكان الكارثة بعيد ثلاث ساعات تقريباً على اندلاع النيران "في الوقت الذي نتحدث فيه لم تتم السيطرة على الحريق بعد".وأضاف ان "عناصر الإطفاء يحاولون إخماد النيران بواسطة 18 سيارة إطفاء من الخارج كما من الخارج في محاولة لإنقاذ هذا المعلم، وهو أمر ليس مضموناً حتى الساعة".وأعلنت فرق الإطفاء الفرنسية أنها نجحت في "إنقاذ الهيكل الرئيسي" لكاتدرائية نوتردام التاريخية في وسط باريس.وقال قائد فرق الإطفاء في باريس جان كلود غالية للصحافيين: "يمكننا القول إن الهيكل الرئيسي لنوتردام قد تم إنقاذه والمحافظة عليه"، مشيراً إلى أن برجي الكاتدرائية الرئيسيين تم إنقاذهما على ما يبدو.