60% من مراجعي مركز الصحة النفسية مصابون بالقلق

العنزي: النساء أكثر قلقاً ونستقبل 8 آلاف مراجع سنوياً معظمهم بسبب شاشات الهواتف والحياة العصرية

كتبت ـ مروة البحراوي:

أكدت وزارة الصحة أن اضطرابات القلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعا في الكويت وعلى مستوى العالم، وتمثل نحو 60% من إجمالي مراجعي مركز الكويت للصحة النفسية، وأنها تبدأ من الطفولة "6 سنوات"، وقد تمتد إلى ما بعد سن البلوغ، وتصيب النساء أكثر من الرجال.
وقالت مديرة المركز د. خلود العلي في تصريح صحافي أمس على هامش الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالصحة النفسية تحت شعار "اضطراب القلق"، قالت إنَّ أعراض المرض تتنوع ما بين أعراض نفسية وجسدية، وتظهر في صورة نوبات عصبية متكررة، صعوبة في التنفس، الشعور بالعجز، الإرهاق، الإجهاد، ارتفاع معدل الضغط، تنميل الأطراف، انقباضات معدية، تشوش الرؤية ووخزات في جلد الرأس.
وأوضحت أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق غالبا ما يكون لديهم مخاوف وخوف مفرط ومستمر من المواقف اليومية، وفي كثير من الأحيان تتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف والرعب.
ولفتت إلى أن هناك العديد من المسببات التي زادت من اضطرابات القلق، ومن أبرزها جائحة كورونا وما يشهده العالم من أحداث كان لها تأثير مباشر على زيادة معدلات اضطرابات القلق والعديد من الأمراض النفسية الأخرى.
وأكدت أن الصحة تولي اهتماما كبيرا بالصحة النفسية، منوهة بتعميمها الأخير بشأن ترتيب عمل عيادات الصحة النفسية في القطاعين الحكومي والخاص، وتدشين رابط الحصول على موعد في عيادات الأمراض النفسية الكترونيا في مراكز الرعاية الصحية الأولية والبالغ عددها نحو 48 عيادة.
وذكرت أنَّ الاحتفال هذا العام يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالأمراض العقلية أو السلوكية، فضلا عن المساعدة على التقليل من "وصمة العار" التي يعاني منها الكثيرون، لافتة إلى إنَّ الجهود على مدار 20 عاماً الماضية التي بذلتها الحكومات ومراكز الخدمات النفسية والإنسانية حسنت من النظرة إلى الأمراض العقلية.
وأضافت أنَّ الاحتفالية تعتبر أيضاً فرصة لزيادة الوعي والمعرفة بتوفير الخدمات والدعم وتسليط الضوء على الخدمات التي يقدمها المركز وفقاً لمعايير الجودة والخطة الستراتيجية ومن خلال المحاضرات العلمية.

8 آلاف مراجع
ومن جانبها، قالت استشاري الطب النفسي ورئيس وحدة الحوادث ورئيس فريق الجودة والاعتراف في المركز د.نجاح العنزي إن اضطراب القلق من أشهر الأمراض النفسية شيوعاً في البلاد إلى جانب الاكتئاب، لافتة إلى أنَّه يبدأ من الطفولة وقد يمتد إلى ما بعد سن البلوغ، وهــــــو اضطراب معيق للإنســان أكاديميا ووظيفيا ويحتاج إلى العلاج، وهناك العديد من العلاجات التي يقدمها المركز سواء الدوائية او السلوكية المعرفية.
وقالت إن معدلات المرض تزيد عن 60% بين مراجعي المركز، وخلال فترة جائحة كورونا تم تسجيل نسب أعلى، وبالرغم من أنه يصيب النساء أكثر من الرجال فإن هناك بعض العلامات المشتركة كاضطراب القلق المرضي.
ولفتت إلى أن المركز يستقبل سنويا ما بين 7 إلى 8 ألاف مراجع، أغلبهم من مرضى القلق والاكتئاب، وهذا يعود إلى طبيعة الحياة العصرية والتعرض المستمر لشاشات الهواتف، ومتابعة الأحداث المقلقة، مشيرة إلى التأثير المباشر للجينات والعوامل الوراثية للاصابــــــة بالمرض، إذ أنه مــــن الأمراض التي تورث للأجيال، موضحة في الوقت ذاته أن إصابـــة الأب والأم بالقلق لا يعني بالضـــــرورة اصابة الأبناء إلا أنهم أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر الاصابة.