66 قتيلاً وعشرات المصابين بهجوم بالمسيّرات على حفل عسكري بحمص

حملة للمطالبة بمحاكمة الأسد بالتزامن مع جلسة "العدل الدولية" لبحث طلب هولندا وكندا لمحاسبة النظام

دمشق، عواصم - وكالات: قتل نحو 66 وأصيب العشرات في هجوم بالطائرات المسيّرة، استهدف حفل لتخريج دفعة من ضباط الكلية الحربية في مدينة حمص أمس. وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان إنه "إمعاناً في نهجها الإجرامي واستمرارها في سفك الدم السوري، قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة، باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة"، مضيفة أن الهجوم أسفر عن مقتل عدد من المدنيين والعسكريين ووقوع عشرات الجرحى، بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من طلاب الكلية المشاركين في التخرج. وأوضح البيان أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر العمل الإرهابي الجبان عملاً إجرامياً غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتشدد على محاسبة المخططين والمنفذين للعمل الإجرامي الذي سيدفعون ثمنه غالياً.
وفيما قال التلفزيون السوري إن الهجوم جاء بعد انتهاء الحفل، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل، ذكرت صفحات إخبارية موالية للنظام عبر "فيسبوك" إن سيارات الإسعاف نقلت المصابين من الكلية الحربية إلى المشفى العسكري، وأكد شاهد عيان في المدينة أنه سمع أصوات سيارات الإسعاف تدوي على غير المعتاد منذ الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي. ولم يسبق أن شهدت حمص البعيدة عن خطوط الجبهات مثل هذه الهجمات على مدى السنوات الماضية، لكن دائما ما كانت تتعرض مواقع عسكرية فيها لضربات إسرائيلية.
في غضون ذلك، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة من أجل محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، قبيل عقد محكمة العدل الدولية جلسة الشهر الجاري تتعلق بالنظر في انتهاكات ارتكبت في سورية خلال 12 عاما من الصراع، حيث يطالب النشطاء بإحالة النظام السوري لمحكمة الجنايات الدولية، لإصدار عقوبات على الأسد وكبار معاونيه.
ومن المقرر أن تنظر محكمة العدل الدولية يومي 10 و11 أكتوبر الجاري، طلبا لهولندا وكندا بأن تصدر المحكمة أمرا لسورية بوقف جميع أعمال التعذيب والاحتجاز التعسفي، ضمن قضية تتهم دمشق بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وستكون جلسة الاستماع التي تعقد في قصر السلام، مقر المحكمة في لاهاي، أول مرة تنظر فيها محكمة دولية في انتهاكات النظام السوري. وقالت ناشطة في الحملة إن الحملة تأتي دعما لقرار محكمة العدل الدولية في البدء بمحاكمة نظام الأسد المجرم على جرائم التعذيب والكيماوي، وقتل المدنيين وعلى الاعتقالات والكثير من الانتهاكات الأخرى، وغيرها الكثير، مضيفة أن الحملة بدأت الثلاثاء الماضي، وستقوم بنشاطات عدة منها تقارير إعلامية ومقالات وتغريدات وندوات، وستختتم بتظاهرات ووقفات حاشدة في الداخل السوري المحرر وبلاد المهجر، أبرزها في هولندا أمام محكمة العدل الدولية يومي 10 و11 أكتوبر خلال جلسة الاستماع.
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ستة وإصابة ثمانية آخرين في قصف لقوات النظام على مناطق سكنية في ريف حلب، قائلا إن خمسة  من عائلة واحدة (امرأة مسنة وأربعة من أولادها) قتلوا كما أصيبت سيدة بقصف لقوات النظام استهدف فجرا منزلا سكنيا على أطراف كفرنوران في ريف حلب، مشيرا لمقتل طفلة وإصابة سبعة آخرين بقصف نفذته قوات النظام براجمات الصواريخ أول من أمس، على الأحياء السكنية في مدينة سرمين ومحيط مدرسة في المنطقة.
كما أفاد المرصد بمقتل ثمانية أشخاص بضربات جوية تركية، حيث شنت مسيّرات تركية ضربات على مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في ولاية الحسكة في شمال شرق سورية، ردا على اعتداء في أنقرة، بينما أفاد المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية "قسد" باستهداف سيارة، مشيرا لإصابة ثلاثة أشخاص في ضربة ثانية على مصنع، وجاءت الضربة بعد أن قالت تركيا إن كل المنشآت العسكرية الكردية في سورية والعراق ستكون أهدافا عسكرية مشروعة.
من جهة أخرى، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الخاصة السورية قامت بنحو 1500 قفزة بالمظلات فوق البحر المتوسط ​​ومحافظتي حلب واللاذقية في إطار تدريبات أجريت باستخدام طائرات عسكرية روسية، وأظهرت لقطات فيديو نشرتها الوزارة مجموعات من القوات السورية تقفز من طائرات وهليكوبتر روسية، وقامت بما قالت الوزارة إنه أول هبوط جماعي للجيش العربي السوري يجرى ليلا من طائرة من طراز "آي.إل-76"، موضحة أن جنودا من مجموعة القوات الروسية في سورية قاموا بتأمين تنفيذ تدريب شامل لوحدات القوات الخاصة السورية.