الأربعاء 04 ديسمبر 2024
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
70% من الجرائم في الكويت مرتبطة بالمخدرات… و51 % من المتعاطين والمروجين مواطنون
play icon
المحلية

70% من الجرائم في الكويت مرتبطة بالمخدرات… و51 % من المتعاطين والمروجين مواطنون

Time
الاثنين 07 أغسطس 2023
View
90
السياسة

مصادر مسؤولة تقرع ناقوس الخطر وقانونيون يشرحون الأسباب

26 ألفاً و232 متهماً بالتعاطي والترويج والاتجار خلال 10 سنوات

الحكم بالإعدام على 157 متهماً والحبس المؤبد لـ 1125

محمد صفر: عدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ في ما يفيد الفرد والمجتمع والتخلف الدراسي وكثرة الرسوب من أسباب انتشار الممنوعات

انعام حيدر: آفة اجتماعية خطيرة تقلق المجتمع العالمي بكل فئاته واتجاهاته ومؤسساته التربوية والأمنية والنفسية

عبدالمحسن القطان: لمشكلات الأسرة دور كبير بالتوجه نحو المخدرات وأهمها عدم الوعي والتقصير والخلافات والتفكك واختلال الانضباط

جابر الحمود

قرعت مصادر مسؤولة ناقوس الخطر إزاء تزايد معدلات العنف والجريمة في البلاد نتيجة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، مؤكدة أن 70 %من الجرائم التي تحدث داخل الكويت مرتبطة ببيع هذه السموم أو تعاطيها أو ترويجها.
وأكدت المصادر لـ"السياسة" أنَّ كثيراً من المروّجين يستقطبون أبناء الجيل الجديد عبر وسائل التواصل ليوقعوهم في حبائل التعاطي، مشيرة إلى ظهور أنواع من السموم زهيدة الثمن ورديئة مما يؤدي إلى مخاطر صحية مدمّرة، الأمر الذي يستلزم وقفة عاجلة لمنعها بعدما انتشرت بين الشباب والمراهقين.
وأكد قانونيون لـ"السياسة" أنَّ من أسباب تعاطي المخدرات من وجهة نظرهم، ضعف الوازع الديني، المشكلات الاجتماعية، القلق والاكتئاب الشخصي، البحث عن البهجة، تأثير وسائل الإعلام، التشبه بمجموعة من المتعاطين، حب الاستطلاع والتجربة.
وأكدت إحصائية أصدرتها النيابة العامة ان عدد القضايا الواردة لـ"مدمني المخدرات" منذ عام 2012 الى عام 2021 بلغ 7 الاف و684 قضية، فيما بلغ عدد قضايا الاتجار والترويج لـ" المخدرات والمؤثرات العقلية" 20 الفا و29 قضية، كما بلغ عدد المتهمين الاجمالي في هذه القضايا 26 الفا و232، 51.4% منهم كويتيون.
وكشفت دراسة تحليلية أعدتها إدارة الإحصاء والبحوث التابعة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والإحصاء بوزارة العدل، عن "جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية وأثرها في المجتمع خلال 10 سنوات" الاخيرة، أن المحاكم أصدرت أكثر من 50 ألف حكماً في درجات التقاضي ضد متهمين بقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية، فيما توفي 34 شخصاً نتيجة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وحكم على 157 متهما بالإعدام، و1125 بالحبس مدى الحياة أو المؤبد.
ولفتت الدراسة إلى أنه تم القبض على 20655 متهما وتقديمهم للمحاكمة حتى عام 2018، بينهم 10607 كويتيين صدرت ضدهم أحكام بقضايا مخدرات خلال فترة الدراسة بنسبة 51.4%.
كما أشارت الدراسة الى أن الفترة العمرية من 19 إلى 39 سنة، كانت أعلى الفئات العمرية من حيث عدد المتهمين بقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية الواردة للنيابات، بنسبة 74.6%.

غياب القيم
وتعقيبا على تلك الأرقام أكدت المحامية انعام حيدر ان المخدرات آفة اجتماعية خطيرة تقلق المجتمع العالمي بكل فئاته واتجاهاته، وتؤرق جميع أفراده ومؤسساته، بدءا من المؤسسات التربوية والجهات الأمنية، مرورا بعلماء الاجتماع وعلماء النفس ووصولا إلى رجال التربية، وغيرهم من أجل احتوائها والحد من مخاطرها، فمشكلة المخدرات من أخطر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية والأمنية التي تواجه العالم أجمع، الأمر الذي يتطلب ضرورة الاهتمام بكيفية الوقاية منها.
ورأت حيدر ان هناك اسبابا حضارية مرتبطة بالبيئة الاجتماعية، واهمها غياب القيم الاخلاقية الاسلامية، وضعف الوازع الديني، عدم توافر الوعي الاجتماعي الكامل بالاضرار الناتجة عن المخدرات، زيادة مواقع التواصل الحديثة واثرها السلبي على المراهقين والشباب، ضعف دور وسائل الاعلام وعدم استخدامها لدرجة كافية في مكافحة المخدرات، انتشار المخدرات في المجتمع المحيط بالشباب، وعدم تطهير البيئة الاجتماعية من عوامل الانحراف وتعاطي المخدرات، قلة الاصدقاء الصالحين، غياب وسائل الترويح المناسبة والهادفة في البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد، وجود الاغراءات من مروجي المخدرات بوضع مسميات جذابة لها، وتقصير بعض المسؤولين من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية مثل المدارس والجامعات وغير ذلك في دورهم تجاه التحذير من المخدرات وكشف اضرارها.
وحملت انعام حيدر بعض ائمة المساجد ورجال الدين من التقصير نحو التوعية بأضرار المخدرات في البيئة الاجتماعية، مشيرة إلى ظهور فئة من الناس في المجتمع تبغي الثراء السريع عن طريق تجارة المخدرات.

التفكك الأسري
من ناحيته، أكد المحامي عبدالمحسن القطان ان الاسباب الاسرية لها دور كبير بالتوجه للمخدرات، وأهمها عدم وعي الاسرة بخطورة واضرار المخدرات وتقصيرها في التحذير منها، وجود الخلافات العائلية والتفكك الاسري، واختلال الانضباط بالأسرة، انشغال الاب بأعمال كثيرة خارج المنزل، ارتباط الام بالعمل خارج المنزل ولفترات طويلة، تعاطي الابوين أو احدهما للمخدرات او المواد المهدئة.
وأضاف القطان الى عدم قيام الاسرة بدور الرقيب المباشر على الابناء، وترك الحرية لهم كما يشاؤون، والسماح لهم بالخروج من المنزل والعودة اليه في اي وقت، واستقدام عمالة منزلية من غير الملتزمين اخلاقياً وفهما وسلوكا، ومشاهدة الافلام والمسلسلات التي تدعو لقيم خبيثة وعرضها باستمرار داخل المنزل، قلة الرقابة على مواقع التواصل التي يتابعها الابناء.

الرغبة في الممنوع
من جهته، اوضح المحامي محمد صفر ان هناك اسبابا متعلقة بالمتعاطي نفسه، وأهمها الرغبة في اقتحام سور الممنوع، عدم الاستغلال الامثل لوقت الفراغ في ما يفيد الفرد ومجتمعه، التخلف الدراسي وكثرة الرسوب، وجود الاضطرابات النفسية ومسببات القلق النفسي، اطلاع الشخص على المجلات والمواقع التي تدعو الى الانحراف والقيم الهابطة، ومصاحبة رفاق السوء في كثير من الاماكن العامة والخاصة، الظروف السيئة في بيئة العمل وحب التقليد لدى المتعاطي والرغبة في تجربة الاشياء الجديدة والغريبة.






عوامل انتشار المخدرات في الكويت

1 - التغير الاجتماعي السريع: حيث ان ظهور النفط ادى الى حدوث تغيرات جذرية في المجتمع ادت الى تغير واختلال في القيم والمعايير الاجتماعية التي كانت سائدة، وطفت على السطح العديد من المشاكل والضغوطات النفسية، مثل: الصراع بين القديم والحديث، والتفكك الاسري، والوصول الى الثروة والغنى بأسرع الطرق، ودخول ثقافات مختلفة في المجتمع، وغير ذلك من الظواهر المصاحبة للتغيير الاجتماعي السريع.
2 - العمالة الوافدة: مع ظهور الثروة النفطية، وكان من المحتم استقدام العمالة الوافدة من الدول الاخرى، حتى اصبح من الظواهر المقلقة تغلغل العمالة الوافدة في السكنية والمكتظة بالمواطنين وتفاعلهم مع الاحداث والشباب في هذه الاحياء، ولا يخلو الامر من وجود سيئي الخلق والمنحرفين من بين افراد هذه العمالة، وقد ساهم ذلك في تورط اعداد كبيرة من المواطنين مع هؤلاء في الاتجار بالمخدرات.
3 - التركيبة السكانية للمجتمع الخليجي: حيث ان الشريحة العريضة من سكان الدولة من الاطفال والشباب، وقد اكدت العديد من الدراسات والابحاث على ان المراهقين والشباب هم اكثر الفئات العمرية انخراطا في تعاطي المخدرات، لذلك كان اتساع هذه الشريحة من اهم الاسباب التي مهدت لانتظار المخدرات.
4 - الموقع الجغرافي: حيث ان وقوع الكويت بجانب بلدان منتجة للمخدرات جعلها معبراً رئيسيا لتهريب المخدرات، ومع تدفق كميات المخدرات من تلك المناطق تم تهريب كثير منها الى داخل الكويت، كما ان السوق النفطية وتكدس اعداد كبيرة من السفن في الموانئ البحرية الخليجية ساعد على تهريب المخدرات الى هذه المنطقة بشكل مباشر، ومن ثم ساعد على تعاطيها وادمانها.
5 - ارتفاع المستوى الاقتصادي: الازدهار الاقتصادي الذي خلفه اكتشاف البترول ادى الى ارتفاع مستوى دخول الافراد وازدادت القوة الشرائية والاستهلاكية والاسراف والانفاق بشكل ملفت للنظر، ومع توفر هذه الدخول في أيدي البعض ممن يقل لديهم الوازع الديني وعدم الدراية بأضرار المخدرات واثارها، اتجه البعض الى استعمال المخدرات وادمانها رغم ارتفاع اثمانها.
6 - السفر والرحلات خارج المنطقة: قيام العديد من الشباب بالتعاطي اثناء رحلاتهم سواء للسياحة او للتعليم خارج اوطانهم في غياب الرقابة الاسرية وفي ظل وجود قيم مختلفة عن القيم التي نشأوا عليها في بلدانهم الاصلية.
7 - الفراغ من اهم المشكلات التي يعانيها الشباب، وكذلك نقص الفرص المتاحة لاشباع رغبات الشباب وحاجاتهم وتصريف طاقاتهم الكامنة في مصارفها المفيدة، ولذلك لعبت جماعات اصدقاء السوء دورها في جذب هؤلاء الشباب الى منحدر المخدرات والتعاطي.
8 - النقص في الامكانات المتعلقة بمكافحة المخدرات:حيث ان تهريب المخدرات وتعاطيها لم يعد عملا فرديا، بل اصبحت هناك جماعات وعصابات دولية تديرها، ومن ثم ابتدعت وابتكرت اساليب جديدة يصعب كشفها، وهذا من شأنه ان يمثل عبئا على جهود ورجال مكافحة المخدرات، مما يستلزم معه تطوير اساليب المواجهة وتدعيمها دوما باضافات جديدة وكفاءات جديدة كل يوم للكشف عن المخدرات واساليب تهريبها وضبطها.

650 حالة وفاة بجرعات زائدة

أشارت المصادر إلى أن 650 شخصاً قتلتهم الجرعات الزائدة من المواد المخدرة في البلاد خلال 9 أعوام (من 2012 حتى 2020) يمثلون 22 جنسية حول العالم.

من أسباب التعاطي

  • ضعف الوازع الدين
  • المشكلات الاجتماعية
  • القلق والاكتئاب الشخصي
  • البحث عن البهجة
  • التشبه بمجموعة من المتعاطين
  • حب الاستطلاع والتجربة

آخر الأخبار