الاقتصادية
70 % من ضحايا أكبر عملية نصب بالتاريخ استعادوا 19 مليار دولار
الثلاثاء 08 يناير 2019
5
السياسة
في خضم أزمة الائتمان العالمية عام 2008 ضجت وول ستريت بخبر اعتقال برنارد مادوف لإدارة أكبر مخطط Ponzi في العالم ولفقدانه مليارات الدولارات من أموال المستثمرين.وفيما أكد مادوف أنه عمل لوحده، تمت إدانة خمسة من كبار مساعديه وتوصل بنك J.P. Morgan Chase إلى تسوية مع السلطات شملت تشديد قيود الامتثال ودفع 2.6 مليار دولار مقابل إسقاط التهم ضده.ولكن أين أصبحت هذه الأموال المختلسة اليوم؟ويستعيد ضحاياه أموالهم بطريقة غير مسبوقة في تاريخ عمليات الـponzi. وقد تم تعويض نحو 70%، من المطالبات التي تمت الموافقة عليها حتى الآن والبالغة 19 مليار دولار، أي 13.3 مليار دولار.الفضل في ذلك يعود لـIrving Picard المحامي الذي يشرف على تصفية شركة مادوف في محكمة الإفلاس، والذي قام بمقاضاة من استفادوا، بدراية أو غير دراية من الأرباح الوهمية التي وزعها مادوف على من استثمر معه منذ سبعينيات القرن الماضي والتي تقدر بخمسة وأربعين مليار دولار!ولتوضيح الفكرة يتم مقاضاة المستثمرين الذين سحبوا أموالاً أكثر من رأسمالهم الأصلي، وقد أثارت هذه الستراتيجية جدلاً واسعا لكن المحاكم قبلت بها في نهاية المطاف.ومن الأموال المسترجعة، تمت إعادة 11.3 مليار دولار لضحايا مادوف على أساس تناسبي ويبقى مبلغ ملياري دولار مجمدا بانتظار نتائج المحاكمات.وقد تم تسديد أموال نحو 1400 من الضحايا الأصغر بالكامل أي من كانوا يطالبون بـ 1.4 مليون دولار او أقل.ويحاول المحامي الذي يشرف على التصفية تحصيل 4 مليارات دولار إضافية من خلال 80 قضية تشمل صناديق offshore أخذت أموالا من عملائها واستثمرتها مع مادوف.وفي حال نجاحه في تحصيل هذه الأموال، ترتفع نسبة استرجاع الأموال المختلسة إلى 91%، وهي نسبة استثنائية، إذ إنه في المعتاد لا تتجاوز الأموال المسترجعة في مخططات البونزي الـ30%!وفيما قد تكون النهاية سعيدة لضحايا مادوف، ما زالت المآسي تلاحقه منذ إدانته بحكم بالسجن لـ150 عاما. فقد انتحر ابنه البكر شنقا في 2010 وتوفي ابنه الآخر بمرض السرطان في 2014.أما زوجته فقد احتفظت بـ 2.5 مليون دولار وتعيش في منزل مستأجر في كونيتيكت.