الثلاثاء 13 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

البصر... إعجاز الله في خلق العين وقدرتها على الرؤية

Time
الأربعاء 28 أبريل 2021
View
190
السياسة
أشياء أقسم بها الله في القرآن

كتب ـ محمود خليل:

"نزل القرآن الكريم بلغة العرب ومن عاداتهم القسم إذا أرادوا تأكيد أمر، وقد جرى القران الكريم على هذا النحو، فاستخدم صيغا متعددة للقسم، منها ماهو ملموس وما هو معنوي، فما الأشياء التي استخدمها الله تعالى في القسم وما دلالاتها ؟"

البصر
أقسم الله تعالى بـ "البصر" فقال تعالى"فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ"، الآية 38 في سورة الحاقة وهي سورة مكية، آياتها 52، وترتيبها في المصحف 69، في الجزء التاسع والعشرين، والحاقة اسم من أسماء يوم القيامة في الإسلام، نزلت بعد سورة الملك.
يدور محتوى السورة حول أمر الدين والعقيدة، الدنيا والآخرة، إثبات نبوة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى:"فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ"، وتختنم السورة بكلمة الفصل، في قوله تعالى، "وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ".
كما أن من أسماء الله الحسنى، "البَصِير"، أي هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافـيها بغير جارحة، وقـيل، البَصَر حاسة الرؤْية، والبَصَر حِسُّ العَيّنٌ والـجمع أَبْصار، وأما مصدره فهو، بَصُر صار مُبْصِرا، وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه علـيه، وأَبْصَرْت الشيء ، رأَيته، وباصَرَه، نظر معه إِلـى شيء أَيُهما يُبْصِرُه قبل صاحبه، وباصَرَه أَبْصَرَه.
يقول الله تعالى مقسما لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم، فقال سبحانه وتعالى: "فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ"، أي أقسم سبحانه وتعالى بما يبصر الخلق وما لا يبصرون، بأن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق المبين من رب العالمين، ليبرهن على صدق الرسول بما جاء به من القرآن الكريم، وأن الرسول الكريم بلغ رسالته عن الله سبحانه وتعالى، منزها إياه عما رماه به أعداؤه، من أنه شاعر أو ساحر، وأن الذي حملهم على ذلك عدم إيمانهم، فلو آمنوا وتذكروا، لعلموا ما ينفعهم ويضرهم.
ومما أثبته العلم مؤخرا أن العين تستطيع رؤية الموجات بين 400 و700 نانومتر، بينما لا تستطيع رؤية الموجات الأقصر، مثل، الأشعة فوق البنفسجية ، والموجات الأطول مثل الأشعة تحت الحمراء، لأن كرة العين التي لا يتعد وزنها 8 غرامات معجزة من الله تعالى، ففي طبقة واحدة من طبقات شبكية العين، يوجد 500 مليون خلية بصرية، وعندما تسقط أشعة الصورة على الشبكية تلتقطها خلايا ضوئية متخصصة منها 8 ملايين خلية "المخاريط"، متخصصة في الضوء الساطع، و150 مليون خلية على جوانب الشبكية "العصي"، متخصصة في الضوء الخافت.
أيضا من حكمة الله تعالى أنه أثناء الضوء بالنهار والظلام بالليل تتبادل كل من العصي والمخاريط عملها، ليتمكن الإنسان من الرؤية في الظروف المختلفة، كما تتأثر بطريقة شديدة لو تعرضت لظلام أو إضاءة لفترة طويلة، فإذا اشتد الظلام وطال أصيبت العين بغشاوة وعميت، مثلما حدث لـ "غاغارين" ورواد الفضاء الأولين عندما خرجوا من الأرض فلم يروا السماء إلا ظلاماً دامساً، مغطاة بالسديم المعتم، والنجوم تتلألأ خلفهم، وصدق الله تعالى إذ يقول في محكم آياته، "لَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ".
لذا، كانت دقة لفظ القرآن، "وما لا تبصرون"، لأن في البيئة التي نحياها ما يعيش معنا، ولا نبصره، لكن قد نبصره مستقبلاً، وقد أثبت العلم الحديث أن العالم ينقسم إلى عالمين، عالم منظور، وآخر غير منظور، فالأول هو كل ما يراه الإنسان سواء بعينه المجردة، بالمجاهر، والأجهزة المقربة، فكل ما في السماء وما تحت الأرض وما في قاع المحيطات وما في السحب وكل ما يمكن رؤيته بالعين إنما هو من العالم المنظور، أما العالم غير المنظور فهو حقيقة لا تقبل الشك والجدل، ويقول العلماء أن هذا العالم أوسع وأرحب من العالم المنظور وأكثر ازدحاماً، وسبحان الله خالق كل شيء.
آخر الأخبار