9 شهداء و20 جريحاً في مجزرة إسرائيلية جديدة في مخيّم جنين

رام الله،عواصم، وكالات: في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، قتل نحو تسعة فلسطينيين وأصيب العشرات خلال مداهمة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية.
وفيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بأن "حصيلة الاقتحام الإسرائيلي في جنين ارتفعت إلى تسعة شهداء بينهم سيدة مسنة، و20 إصابة بينها أربعة بحالة خطرة"، اتهمت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بارتكاب "مجزرة"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية إن القوات الإسرائيلية "تواصل ارتكاب جرائم القتل والإعدامات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مدفوعة بشعور القدرة على الإفلات من العقاب"، بينما وصف محافظ جنين في السلطة الفلسطينية أكرم الرجوب الاقتحام الإسرائيلي بأنه "الأكبر والأوسع والوضع صعب وخطير"، مطالبا بتدخل دولي عاجل للسماح الطواقم الطبية بأداء عملها في إنقاذ المصابين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "نحن أمام مرحلة أكثر ضراوة في المواجهة مع الاحتلال في الضفة، والقادم من المقاومة هناك أكبر مما نراه".
بدورها، نددت الفصائل الفلسطينية بالجريمة الإسرائيلية المروعة التي نفذتها قوات الاحتلال، وأكدت في بيانات منفصلة أن الجريمة البشعة لن تمر مرور الكرام، وأن الرد قادم لا محالة، محذرة من استمرار العدوان الإسرائيلي، مشددة على ضرورة تصعيد المقاومة في كل مكان وبقعة من الأرض الفلسطينية المحتلة.
في الأثناء، شهدت الضفة الغربية المحتلة إضرابا شاملا، حدادا على أرواح الفلسطينيين التسعة، الذين ارتقوا في عدوان دموي واسع ارتكبته قوات الاحتلال على المدينة والمخيم، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في أماكن متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، عقب انطلاق مسيرات غاضبة تنديداً بالمجزرة.
في الاثناء، أدانت دول عربية ومنظمات عربية ودولية، وعزت في شهداء مخيم جنين الذين سقطوا برصاص جيش الفاشية اليهودية، حيث استنكرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، مؤكدة أن حملة التصعيد العسكرية الإسرائيلية تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف الذي سيدفع الجميع ثمنها، وشددت على ضرورة وقف إسرائيل عملياتها العسكرية كافة وجميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام.
من جانبه، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، أن الصمت الدولي على العدوان والاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية على هذا النحو المشين الذي تشهده مدينة جنين ومخيمها، يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة، وندد بحالة الصمت الدولي حيال ما يجري، والتي تكشف ازدواجية واضحة في المعايير وتواطؤا مرفوضا ومستهجنا.
وطالب أبو الغيط المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، معتبرا أن حالة اللامبالاة تشجع الاحتلال للمضي قدما في ارتكاب المزيد من الجرائم، بقيادة هذه الحكومة المتطرفة.
ودانت منظمة التعاون الإسلامي، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها، وارتكاب الجرائم المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وحملت المنظمة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، معتبرة أنها تجسد امتدادا لعدوان وإرهاب الدولة الإسرائيلي المستمر بحق أبناء الشعب الفلسطيني. من جانبه، أدان البرلمان العربى بأشد العبارات عملية الاقتحام الدموي لمدينة ومخيم جنين، وحمل البرلمان العربى حكومة اليمين المتطرفة المسؤولية الكاملة عما يحدث وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي الداخل الإسرائيلي، اتهمت فعاليات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بإشعال المواجهة في جنين، بهدف التغطية على حركة الاحتجاج الجماهيري الداخلية الواسعة ضد برامج الحكومة الجديدة.
وكتب بولاك على حسابه على "تويتر"، أن ما شهده مخيم جنين اليوم يدل على أن الحكومة قررت سلوك مسار يفضي إلى تفجّر مسار عنف شامل ينتقل إلى المسجد الأقصى وبعد ذلك إلى قطاع غزة ونابلس والخليل، بشكل يمنح نتنياهو الفرصة للإعلان عن وضع طوارئ خاص في الجبهة الداخلية تبرر وقف المظاهرات ضد حكومته. وفي المقابل، حظيت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بدعم كامل من قوى اليمين في إسرائيل.