الأحد 14 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

90 عاماً على انهيار "وول ستريت"... هل يتكرر سيناريو الكساد العظيم؟

Time
السبت 26 أكتوبر 2019
السياسة
قبل 90 عامًا وتحديدًا في الرابع والعشرين من أكتوبر 1929، تسبب انهيار "وول ستريت" في خسارة ما قدره 400 مليار دولار من الأموال (بقيمة اليوم) وفقدان ملايين الوظائف إلى جانب ثقة الناس بالمؤسسات المالية، علاوة على الكساد العظيم الذي أصاب الاقتصاد العالمي. عرف هذا اليوم باسم "الخميس الأسود" والذي شهد انخفاضًا حادًا في الأسهم الأميركية، واندلع معه اتجاه هبوطي فقد خلاله السوق الأميركي ما قيمته 90% منذ بلوغه أعلى مستوى في عام 1929 إلى أن وصل إلى قاع هذا الاتجاه بحلول عام 1932. في ذلك اليوم، باع المتداولون في السوق الأميركي ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم المبيعات المعتاد، وأعقب ذلك انخفاض حاد للأسهم بلغ 23% على مدار الأربعة أيام التالية، واستغرق الأمر من السوق أكثر من ربع قرن لاسترداد خسائره وفقا لـ "ارقام".
أزمة الأسواق انعكست على الاقتصاد العالمي متسببة في تآكل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال الفترة من عام 1929 وحتى 1932، وبحسب تقديرات المؤرخين الاقتصاديين فإن الكساد استمر سنوات طويلة ولم يستطع الاقتصاد التعافي منه حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. بسبب الأزمة، تفشى الجوع والبطالة في العديد من دول العالم، ويرى البعض أن أزمة الكساد العظيم لم يعقبها مثيل، فهل من الممكن فعلًا حدوث تحطم كارثي مماثل لما وقع في "وول ستريت" قبل تسعة عقود؟
تقول المحللة لدى "هارجريفز لانسداون" البريطانية للسمسرة "سارة كولز" إنه على الرغم من أن هبوط الأسواق لاحقا تركت بصمتها في الذاكرة العامة، فإنها كانت أقل تطرفًا بكثير مما حدث في 1929.
وتقول "سارة": في بريطانيا على سبيل المثال، انخفض مؤشر "فوتسي" بعد الإثنين الأسود عام 1987، بنسبة 35% عن ذروة ما قبل الأزمة، ومع ذلك فإنه بحلول مايو 1989، أي بعد ما يزيد قليلًا على سنة ونصف السنة، تعافى السوق.
عندما انفجرت فقاعة "دوت كوم" عام 2000، انخفض المؤشر البريطاني بنسبة 44%، واستغرق الأمر خمس سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الانهيار، وخلال أزمة عام 2007، تراجع السوق بنسبة 42%، واستغرق الأمر ثلاث سنوات وستة أشهر لتعويض هذه الخسائر، رغم استمرار التداعيات الاقتصادية لفترة أطول.
ويقول كبير الاقتصاديين لدى "أكسا إنفستمنت مانجرز"، "ديفيد بيغ": من المحتمل أن نشهد فترة سيئة مشابهة لما حدث في 1929 والكساد العظيم الذي تلا انهيار الأسواق.

هل من انهيار وشيك؟
ورغم توقعه لتكرار السيناريو، يقول "بيغ": إن موعد ومدى خطورة الأزمة القادمة ليس واضحًا، مضيفًا أنه لا يتوقع حدوث ركود خلال العام المقبل مع ذلك، فإن القضايا السياسية والعقبات الاقتصادية تجعل المناخ العام أشبه بما كان عليه في العشرينيات، ما يعني أن احتمالات الركود في أميركا والأسواق المتقدمة ستكون مرتفعة خلال السنوات المقبلة. من جانبها تقول مديرة الأصول لدى "كولومبيا ثريدنديل إنفستمنتس"، "مايا بهانداري"، إنها لا تستعد لحدوث ركود خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، ومع ذلك، فإنها تقلل التعرض للمناطق الأكثر خطورة مثل اليابان وأوروبا، من الصعب جدًا تحديد الوقت الأمثل لتلافي الكارثة دون تفويت الفرص الجيدة، وتوصي "سارة" المستثمرين بعدم بيع الأسهم في حالة الذعر، والاستمرار في الاستثمار من خلال خطة ادخار شهرية بعد انهيار السوق، سوف يتلقى المستثمر عائدات مقابل نقوده المدخرة كل شهر، وسيستفيد من الارتفاعات المستقبلية للأسهم.
آخر الأخبار