37 % من المشاركين يعتقدون أن خصخصة قطاع الصناعة ستحقق منافع مهمة للاقتصادكشفت نتائج دراسة استقصائية أجرتها شركة الاستشارات الإدارية "أوليفر وايمان" بالتعاون مع مؤسسة "إنجاز"، المنظمة غير الربحية التي تُكرّس جهودها لتوفير فرص التعليم والتدريب للشباب في العالم العربي، أن 92% من الشباب في دولة الكويت يتوقعون أن يواصل القطاع الخاص مسيرة نموّه على مدى السنوات المقبلة. كما قيّمت الدراسة متطلبات سوق العمل المستقبليّة ورصدت وجهات نظر الجيل الشاب حول المساهمة المُحتملة للقطاع الخاص في مسيرة النمو الاقتصادي الشاملة.ويرى الشباب الذين شملتهم الدراسة أن الشركات متعددة الجنسيات (29%) والشركات الوطنية الكبرى (22%) والشركات الصغيرة والمتوسطة (28%) والشركات الناشئة (21%) ستكون بمثابة محركات رئيسية لدفع نمو القطاع الخاص.وعلى الرغم من أن القطاع الخاص سجّل نمواً ملحوظاً على مدى الأعوام الماضية، لايزال القطاع العام مهيمناً في العديد من الاقتصادات ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك دولة الكويت. لكن بناء اقتصادٍ قائمٍ على أسس المعرفة والابتكار يستدعي العمل على تعزيز مقوّمات القطاع الخاص بهدف تطوير سوق العمل ومواكبة جميع متطلباتها، خاصةً وأن الشباب سيساهمون في تحديد الملامح المستقبلية للقطاع الخاص.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال كريج رانج، الشريك ورئيس مبادرات الأثر الاجتماعي لدى شركة "أوليفر وايمان" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "تهدف (رؤية الكويت 2035)، التي يجري تطبيقها حالياً، إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي لتنويع النمو الاقتصادي الشامل ودعمه. ولاشك أن تحقيق هذا النمو والمحافظة على زخمه الإيجابي يستوجب من جميع قطاعات الاقتصاد استيعاب أهمية القيمة المتنامية للقطاع الخاص، وضرورة توفير المعارف والمهارات اللازمة لإعداد الجيل الجديد من الشباب".وأضاف رانج: "يدرك الشباب الأهمية البالغة للقطاع الخاص، ويؤمنون بدوره في تحقيق العديد من المنافع الاقتصادية والاجتماعية، ويتوقعون نمواً قوياً في قطاعات التصنيع والإنشاءات والتعليم. وبالتوازي مع التزام الشركات بإعداد المزيد من الخطط المستقبلية، بات ضرورياً اليوم الفهمٍ العميق للمخاوف ومكامن القلق لدى الشباب، وتزويدهم بسبل الدعم والتمكين لضمان تطوّرهم المهني خلال المرحلة المقبلة".ويعتقد 37% من الشباب المشمولين في الدراسة أن خصخصة قطاع الصناعة ستحقق منافع مهمّة للاقتصاد، يليه قطاع التعليم (34%)، والإنشاءات (28%). وينطوي قطاع الصناعة على العديد من الفرص الواعدة على الرغم من كونه صغيراً نسبياً في الكويت؛ حيث توفر شركات التصنيع الخاصة العديد من فرص العمل والوظائف التي تتطلّب إمكانات ومهارات عالية.بدوره، قال عاكف العقرباوي، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة "إنجاز العرب" والعضو في مؤسسة "جونيور أتشيفمنت" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يواجه الشباب حالياً سلسلة تحديات صعبة مثل عدد الوظائف المحدود، وفرص التطوير الوظيفي والمهني، بالإضافة إلى الرواتب غير التنافسية. وقد أثمر التعاون مع "أوليفر وايمان" عن تحقيق نتائج استراتيجية يستطيع أن يستند إليها كافة الأطراف المعنية بشؤون تمكين ودعم الشباب، وهو ما سيسهم تِباعًا في تحقيق تطوّرٍ قائمٍ على حلول فعالة لمعالجة جملةٍ من القضايا الرئيسية بالتوازي مع تقدّم وازدهار القطاع الخاص".وكشفت الدراسة عن 3 مبادرات استراتيجية واسعة تحتاج اليها الحكومات للحفاظ على النمو الاقتصادي، وتوليد فرص العمل في القطاع الخاص، وجني منافع الاقتصاد الرقمي خلال المرحلة المستقبليّة. ويشمل ذلك تحسين القدرات والأنظمة واللوائح المؤسسية في القطاع، ومواءمة المنظومة التعليميّة لتركّز بشكلٍ أقوى على المهارات والخبرات، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات الرئيسية.