عرَضَ في 10 أكشاك عشرات الحرف ومئات الأدوات والمقتنيات
عشرة أكشاك متجاورة في ركن متميز من أركان منطقة قلب التراث التي تحتضن فعاليات أيام الشارقة التراثية لغاية 3 من مارس المقبل، يديرها فنانون وباحثون وحرفيون بارعون متخصصون بشؤون التراث والتاريخ والثقافة الكويتية، جاءوا جميعا للمشاركة بعرض عشرات الحرف، ومئات الأدوات والمقتنيات التراثية، والكثير من المنتجات الفنية التراثية المصنوعة بقالب عصري حداثي.
وتراود الزائر لهذه الأكشاك مشاعر كثيرة وهو يمر بيديه على الأدوات والمقتنيات القديمة المعروضة، فيستلهم من خلالها سيرة أيام وحوادث واشخاص مضوا وأصبحوا من التاريخ، لكن آثارهم لا تزال تحكي الكثير من الحكايات، وترسم الكثير من الصور في أذهان الزائرين، قصص تجمع بين الحنين إلى الماضي، وأخرى إلى أهمية حفظ هذا التراث الذي يعطي للإنتماء معنى، وللهوية أقوى الجذور.
وفي هذه المناسبة قال الباحث التراثي الدكتور علي صالح النجادة المؤسس والمنسق العام لفريق اكسبو 965:" حرصنا على المشاركة في هذا المهرجان الكبير والمميز، لما عرف عن الشارقة من اعتزاز واهتمام ودعم للتراث والتراثيين، فهذه مبانيها ومهرجاناتها تحكي الكثير، وهي تجربة حية وواقعية لمن أراد أن يعتز بالتراث، ويؤسس لمنظومة ثقافية كبيرة تدعم معارف الأجيال، وتعزز قيم التراث والأصالة في نفوسهم".
وفي جولة للتعرف إلى المشاركة برفقة النجادة، تعرفنا الى الفنان بدر بارون عبد الرحيم الذي استعراض المقتنيات البحرية مثل أدوات الصيد والملاحة السائدة آنذاك، أما الفنان عبد اللطيف الشحي فقد قدم مجموعة من اعماله المتخصصة في فن الرسم للسيراميك وصناعة المجسمات التراثية، في حين قدم الفنان حسين أحمد القحطان جانباً من المنتجات البحرية والأدوات الخاصة بالألعاب الشعبية، وبعض المصادر المتعلقة بشؤون التاريخ والتراث المحلي، وفي ركن الفنان محمد عبد اللطيف المجادي شاهدنا مشاركاته التي تلخصت بتقديم إنتاج أعمال فنيه حديثة وحصرية برؤية تراثية.
يوسف يعقوب المسباح صاحب متحف خاص، شارك بمقتنيات تراثية تربوية تمثلت بعدد من المناهج الدراسية القديمة واللباس المدرسي والأدوات المتعلقة بالدراسة كالأقلام والمماحي والمساطر القديمة، إضافة لبعض الوثائق التي تعود إلى الخمسينيات القرن الماضي كالشهادات الامتحانية.
واستعرض الفنان صباح أسد حرفة دقيقة ومتميزة من خلال الحفر على قشور البيض وتوظيف التصاميم المنجزة لاحتضان رموز ومعالم تراثية وحديثة في قالب جمالي رائع، وغلى جانبه الفنان خالد حسن المتخصص في الشؤون البحرية، حيث استعرض الكثير من مستلزمات السفن وأدوات الغوص، في حين استعرض الفنان حسين التركيت مجموعة من السفن الخشبية القديمة بأنواعها وأحجامها، وكانت محطتنا الأخيرة مع جاسم محمد الخليفة المتخصص بأعمال الخشب والخراطة الذي استقبلنا بالضيافة الكويتية الأصيلة، ثم قدم شرحاً عن الأشجار المحلية التي صمم منها العديد من التحف ذات الطابع التراثي مضيفاً لها الكثير منها اللمسات العصرية.