الخميس 17 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
فهد اليوسف…”ما يعرف للخيل إلّا ركابه”
play icon
الافتتاحية

فهد اليوسف…”ما يعرف للخيل إلّا ركابه”

Time
الأحد 03 مارس 2024
View
5
أحمد الجارالله

لا شك أن حديث نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف وضع النقاط على الحروف لجملة ملفات طال انتظار حلها، كما أنه كان حديث العقل خصوصاً في ما يتعلق بفتح البلاد، لأن إغلاقها كلفنا الكثير، ولهذا كان سؤاله مشروعاً “لماذا نغلق الكويت، ولمصلحة من”؟

وهنا أستعير من كلامه في الحديث الذي أدلى به لوكالة الأنباء الكويتية قوله: “عندما منع الالتحاق بعائل أو الزيارات خسرت الكويت خبرات ليست بسيطة، وأصبحنا بلداً طارداً للخبرات، ومن يريد زيارة الكويت مرحب به”.

هذا الرجل عايش المشكلة حتى وهو خارج المنصب الوزاري، وبالتالي رأى أن الحل بفتح البلاد، والاستفادة من الجميع، بمن فيهم المخالفون الذين أصبح عددهم نحو 130 ألفا جراء التشدد وغياب الحلول، لذا عندما يفُسح في المجال لتعديل أوضاعهم، فهذا يعني تخفيف الأعباء الأمنية، أولاً، وثانياً تسهيل الاستعانة بالأيدي العاملة الموجودة في البلاد، وخفض الأجور تلقائياً التي وصلت الى مستويات عالية جداً، فالحرفي الذي كان يتقاضى يومياً 15 ديناراً أصبح اليوم 35 وأربعين، والعامل 20 دينارا، وكل هذا زاد التكاليف في المشاريع كافة.

إن الاستقرار الوظيفي عامل مهم لنهضة أي دولة، والبلاد بحاجة إلى تنشيط أغلب قطاعاتها، لا سيما الصناعي الذي يعاني من خلل كبير جراء القرارات الارتجالية التي تعيقه، ولهذا على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يعمل على حل هذا الملف، ومنع التسلط على الصناعيين، إذا كانت هناك نية فعلية للنهوض بالبلاد، ولا يمكن التحجج بالتركيبة السكانية، فملايين الوافدين في الإمارات هم من بنوا مدنها، وكذلك السعودية، وها هي قطر أيضا بلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة، ونسبة القطريين منهم 14 في المئة، ولم تكن هناك أي مشكلة سكانية، لأن الفهم الصحيح أن هؤلاء يأتون للعمل، وهم من ينهضون بالبلاد.

إلا عندنا، فنحن منذ عشر سنوات نعيش على الشعارات والضحك على اللحى في هذا الأمر، بل من القرارات الغبية أن تعديل تلك التركيبة يتم بمنع من تجاوز الستين عاماً تجديد إقامته، ولقد لمسنا خسائر الكويت في هذا الشأن، ولذا، لاكتمال خطة فتح البلاد لا بد من إلغاء هذا القرار، وأيضا نظام الكفيل، فالمخالفون، وغيرهم من المقيمين، يستطيعون دفع الرسوم إلى الدولة مباشرة، وليس لتاجر بشر يسومهم العذاب، ويزيد الأعباء الأمنية والاجتماعية.

البلاد تعاني من الشلل جراء غياب الرؤية الاقتصادية السليمة، وهو ما أكده تراجع جودة الاقتصاد الكويتي خلال العقد الماضي 21 مرتبة، وحين يكون 25 في المئة من الناتج المحلي من الإيجارات، والباقي من النفط، فنحن نعيش مهزلة على كل المستويات، وآن الأوان كي نخرج منها.

لهذا، أتى كلام الشيخ فهد اليوسف باب أمل فُتح لإزالة ترسبات المغامرات غير المحسوبة التي تحكمت في البلاد طوال 20 عاماً، وهو يستحق الشكر على جهودها، لكننا نكرر القول: إن ذلك ليس كافياً، فالمطلوب أكثر من أجل نهوض الكويت من كبوتها.

أياً كان الأمر، عندما تكون المقاربة واقعية، ويعرف المسؤول مكمن الخلل فهو يذهب مباشرة إلى الحل السليم، وعلى الشيخ فهد اليوسف ينطبق المثل “ما يعرف للخيل إلّا ركابه”، ولا تعرف معادن الناس إلا بالتجربة.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار