الخميس 17 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أميرنا...  لعلها زيارات فيها البركة
play icon
الافتتاحية

أميرنا... لعلها زيارات فيها البركة

Time
الأربعاء 06 مارس 2024
View
210
أحمد الجارالله

جعل الدستور الكويتي صاحب السمو الأمير «أبا السلطات»، وهو يمارس صلاحياته التنفيذية من خلال وزراء يختارهم، كما أنه يتولى السلطة التشريعية مع مجلس الأمة، وطبقاً لذلك، فإن سموه يعتبر أبا الصلاحيات كذلك، ولهذا هو السلطة الأعلى في البلاد، وعندما يضيق صدر الشعب من مجلس الوزراء أو مجلس الأمة يلجأ إليه لكي يعمل على تفريج كربته.

من هذا المنطلق، نقرأ بين السطور زيارات الدولة إلى أعضاء «مجلس التعاون» الخليجي الخمسة الأخرى، وكما نعرف منها مكانة الكويت لدى حكام وشعوب تلك الدول، ولهذا كانت فاتحتها من المملكة العربية السعودية، التي أصبحت اليوم محطة عالمية للتقدم والنهوض، بعد عقود من التخلف ومحاولات البعض اقتياد شعبها إلى الظلامية والعسر بدل اليسر، لكن مع انتفاضة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الشاب محمد بن سلمان، خلعت تلك الأسمال البالية، وأشرقت شمسها من جديد، بل تحولت صانع فرح، وباتت قبلة عشرات الملايين سنوياً لزيارتها، والتعرف على هذه القارة الناهضة بقوة، التي تسابق الزمن في النمو والازدهار الاقتصادي، والانفتاح، لهذا يأتيها الناس من مهبات رياح الأرض، وتشع أنوارها على المحيط، ويتعاظم ناتجها الوطني كثيراً عما كان عليه قبل سنوات.

كما كانت زيارة سموه إلى سلطنة عُمان أرض الحكمة والمحبة، تلك التي أخرجها الراحل المغفور له قابوس بن سعيد من الظلمة إلى النور، وعمل خليفته السطان هثيم بن طارق على استكمال البناء والازدهار في هذه الدولة التي هي اليوم جوهرة تاج الحضارة والتقدم، والعمل الجاد على كل المستويات، وواحة الأمان والعلم.

المحطة الثالثة لصاحب السمو الأمير كانت للبحرين تلك الأرض التي حباها الله بنعمة الود لكل الأشقاء، وأبعد عنها فتنة طائفية، بفضل حنكة مليكها الملك حمد بن عيسى الذي جعل الوطن للجميع والدين لله وحده، وكذلك تصميمه على الارتقاء ببلاده إلى أن تكون بمصاف الدول التي لها مكانتها في العالم.

أما المحطة الرابعة، فكانت في دوحة الأمن والرقي، قطر التي منها ينهمر غيث الخير، فعرفت الأمم بفضلها شعوب الخليج وكرمهم، وكيف أنها في غضون سنوات، وبفضل حكمة قادتها، وفي مقدمهم أميرها الشاب الشيخ تميم بن حمد، الذي عمل على جعلها محط أنظار العالم، وشهدت مشاريع خلّاقة، كما كانت أمثولة للتعاضد الأخوي الخليجي.

خامس محطة كانت في دولة العز، دار زايد وراشد، التي أصبحت في العقدين الأخيرين أشبه بقصيدة عصماء بالتقدم والحضارة، وأيقونة لما يمكن أن تكون عليها الدول الساعية إلى تحقيق المعجزات التنموية، بجهود رئيسها الشيخ محمد بن زايد، وعضيده الشيخ محمد بن راشد، بدءا من المشاريع العمرانية، مروراً بالاعتماد على الشباب في إدارة دفة السفينة، واحتضانها الجامعات والمستشفيات العالمية، وأماكن الترفيه على اختلاف أنواعها، ولم يضرها أن 90 في المئة من سكانها وافدون، بل جعلت منهم قيمة مضافة على كل المستويات، وفتحت أحضانها لكل المبدعين، ولم يتحجج أحد بالتركيبة السكانية التي هي شعار حق يراد به باطل.

في الإمارات، كان الاستقبال المميز لصاحب السمو الأمير هو التعبير عن مدى المحبة التي يكنها شعبها للكويت، وكانت تلك مسك ختام تلك الزيارات المباركة، بعد أن اطلع سموه أبو الكويت على ما حققته تلك الدول في سنوات قليلة، ولعل تكون الكويت على خطى شقيقاتها الخليجيات، وتسير بخطوات واثقة نحو التقدم، بل تسابق الزمن لتعود درة الخليج، وأيقونة العالم العربي، فليس قائدنا أقل طموح من قادة تلك الدول، وليس شعبنا أقل من شعوبها، اذا فتحت له الأبواب، بالمبادرة الذاتية والتصميم على اجتراح المعجزات، فهو قادر على طي صفحة العقود الثلاثة التي أحاطت الكويت بسياج من التخلف والكآبة.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار