حوارات
تشير الآفة في سياق هذه المقالة، عن الاعجاب المُفْرِط بالنفس، الى كل ما يطرأ على عقل الانسان فيُفسده، ويميل به عن جادة المنطق والصواب، وهي أعراض مرض يمكن أن تزول لو حرص المرء المصاب بآفة الإعجاب المفرط بالنفس على معالجة أسبابها.
ومن بعض أسباب هذا المرض، وكيفية منعه من التحوّل سقما مزمنا، ووسائل الْبُرْء والشِّفاء والتَّعافي منه، نذكر ما يلي:
- أسباب الإعجاب المُفْرِط بالنفس: كلما اشتدت وطأة الشعور بالنقص والدونية في النفس الإنسانية، مال صاحبها الى تعويض ذلك عن طريق التكبّر على الناس، فيُعجب بنفسه، وربما يبدأ يتخيّل، ويرسم في خياله سيناريوهات حياتية، بطولية وخارقة، عن نفسه.
وربما يصاب بعض الأشخاص بالإعجاب المفرط بالنفس بسبب تحوّلهم المفاجئ من حالة الفقر المدقع الى حالة العيش الرغيد المفاجئة، فبعض الناس لا يعرفون كيف يتعاملون بشكل مناسب مع نِعَم الله، عز وجل، وأفضاله عليهم، فيفقدون صوابهم نوعًا ما، وبسبب شحّ نفس المرء، وترسّخ البخل في تجاويف عقله، وإمّا بسبب الطبع أو بسبب التطبّع.
-منع الإعجاب المُفْرِط بالنفس من التحوّل الى مرض مزمن: يحقّ لكل فرد سوي نفسيّا، وبالغ عمريّا وذهنيّا، أن يمتلك قدرا مناسبا من تقدير الذّات، لكن كل ما سيزيد عن حدّه لا بد أن ينقلب الى ضدّه، ويمكن للعاقل الذي يبدأ يُحِسُّ أنّ إعجابه بنفسه بدأ يفصله عن واقعه ويغمسه في تخيّلات مفرطة تضرّه ولا تنفعه.
أن يبدأ بترسيخ خُلُق التواضع في قلبه عن طريق الدوام على شكر نِعَم الله وأفضاله عليه، وأن يتعامل معها بشكل منطقي وأخلاقي، ويتوقّف عن التكبّر في كلامه وتصرّفاته اليومية، ويقول الوأواء الدمشقي : "تَكَبَّرَ لَمَّا رَأَى نَفْسَهُ
عَلَى هَيْئَةِ الشَّمْسِ إِذْ صُوِّرَتْ
سَيَنْدَمُ أَلْفاً عَلَى فِعْلهِ
إِذا الشَّمْسُ فِي خَدِّهِ كُوِّرَتْ"!
- وسائل الْبُرْء والشِّفاء والتَّعافي من الإعجاب المُفْرِط بالنفس: حري بمن يشعر أنه مصاب بداء الإعجاب المفرط بالنفس أن يركّز ذهنه على الوعي بذاته، وبتقوية صلاته مع الواقع، وأن يُذكِّر نفسه أنّ الإعجاب المفرط بالنفس آفة تُفسِد وتُشوّه، وتُعطّل علاقاته الفردية والاجتماعية.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi