مساحة للوقت
اجمعت كل البيانات السياسية التي صدرت عن الزيارات الميمونة لصاحب السمو امير البلاد، الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، إلى اخوانه قادة دول الخليج العربية بـ"زيارة دولة"، ونقول: اجمعت، بل ركزت على اهمية تفعيل دور الامم المتحدة، والمنظمات، الانسانية والدولية، المعنية بقضية البحث عن المفقودين ورفات الاسرى الكويتيين، وغيرهم والذي لا يزال ملفا عالقا!
وحضت البيانات على ضرورة تفعيل هذا الملف، والاهتمام بإعادة رفات جميع الاسرى والمفقودين من العراق، وكذلك الأرشيف الوطني الكويتي.
وهنا في الكويت تطالعنا الصحف بخبر يتعلق بتوقيع رئيس جمعية اهالي الاسرى الشهداء والمفقودين مع رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية الزميل محمد الثلاب، اتفاقية تعاون وتنسيق حول الدفاع عن القضايا الوطنية، وابراز الدور الوطني!
طبعاً نص هذه التفافية لم ينشر، ونعتقد لم يعرض على الجمعية العمومية لجمعية اهالي الشهداء الاسرى والمفقودين، وكذلك لم يطلع عليه مجلس ادارة الجمعية، ويتخذ القرار في مثل هذه الاتفاقيات التي هدفها إعلامي باتجاه تحقيق المصلحة الخاصة، لا المصالح الوطنية التي تدافع عن حقوق الاسرى والمفقودين والشهداء الكويتيين في العراق.
ولا تهتم بحقوق ذويهم بإعادة رفاتهم إلى ارض الوطن الغالي لاحتضانهم، ولهذا نحن لا نقول اين المسؤولية الوطنية من كل الجهات المعنية في الدولة بقضية اسرانا المفقودين بالعراق بعد 33 عاماً على تحرير دولة الكويت؟
هل اتفاقية الفن الكاريكاتيري وسيلة ردع اللجنة الدولية الثلاثية والجهات المعنية للاهتمام بقضية البحث عن بقية رفات الاسرى المفقودين هناك بالعراق؟
هل يعلم مجلس ادارة الجمعية ان اعداد المفقودين من الاسرى المسجلين بالكشوف الخاصة والموثقة اصبح فقط 45 اسيراً كويتياً وغير كويتي (جنسيات اخرى) لم يكشف عن مصيرهم، وان هناك 263 اسيراً اعلن استشهادهم بحكم محكمة، ولم يتم العثور على رفاتهم حتى اليوم؟
أين الجمعية من التفاعل مع البيانات الخليجية التي صدرت مشتركة بين الكويت وشقيقاتها دول الخليج العربية بعد زيارات الدولة الرسمية لسمو الأمير رعاه الله؟
نحن نريد طرحا وطنيا وشعبيا يتلاءم مع السياسة العامة للدولة، إعلامياً وسياسياً وشعبياً، في قضية اعادة رفات كل الاسرى والمفقودين، بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية والقطاعات الشعبية بالداخل العراقي، ومع منظمات العمل الشعبي هناك، ذات الصلة رسمياً!
نحن نقول على مجلس ادارة جمعية الشهداء الاسرى والمفقودين البحث عن آلية جديدة بالذهاب إلى العراق، وتحريك الرأي العام والمنظمات الشعبية المعنية للبحث والتحري عن كل اسرانا المفقودين، للوصول إلى رفاتهم الغالية، وإعادتهم لتراب الوطن الكويت، بدلا من اتفاقيات على الورق في الداخل الكويتي التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
من هنا نقول، ونحن مقبلون على انتخابات 2024، يجب ان تكون اول أولوياتنا انهاء هذا الملف المهم، والعثور على رفات 308 اسرى مفقودين حتى اليوم غب العراق من اصل 605 المسجلين دولياً، ورسمياً.
نعم نحن نتطلع الى مجلس امة يهتم بالقضايا الوطنية المتعلقة بمصالحنا، إقليمياً وعالمياً، بدلا من الطرح العام الذي يخدم مصالحهم الخاصة والشخصية والسياسية!
من هنا نؤكد اهمية المتابعة في العثور على رفات اسرانا المفقودين بعد 33 عاماً من التحرير، والله المستعان ومن وراء القصد.
رحم الله شهداءنا الابرار الذين سطروا ملاحم الشرف والبطولة بعيداً عن الواجهات الإعلامية والسياسية والحمد لله.
كاتب كويتي
[email protected]