حوارات
تَسْتَقِرُّ حياة الانسان عندما تصبح معتدلة ومتَّزِنة ومجزية في الوقت نفسه، وهي الحياة التي تستند الى ممارسة المرء للتفكير المنطقي والصحيح، أثناء تعامله مع المواقف الحياتية الصعبة، أو مع الضغوط النفسية بكل أنواعها.
أو أثناء تفاعله مع كل ما يتعرّض له في العالم الخارجي، أو ما يتوجّب عليه فعله لتحقيق التكيّف الشخصي المناسب مع الظروف المختلفة.
وتشير "التوصيات السلوكيّة" في سياق هذه المقالة الى الاقتراحات الفعّالة التي تنبع من التجارب الشخصية لبعض الأفراد الذين تراكمت لديهم خبرات حياتية تبدو تُنتج على الدوام تصرّفات إيجابية وفعّالة، تجعلهم مصادر ثرية للدروس الحياتية المفيدة.
ومن بعض التوصيات السلوكيّة بهدف عيش حياة مستقرة في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- لا تُفرِط ولا تستعجل في أحكامك الشخصية: داء الحياة في عالم اليوم يتمثّل في الإفراط، وما يتدلى تحته من إسراف وشغف يتجاوز الحدود المنطقية، وحبٍّ متطرِّف.
واستعجال في إصدار الأحكام الشخصية النهائية، لا سيما في إطلاقها المتسرِّع تجاه ما يتعرّض له الفرد في حياتيه، الخاصة والعامة، فليس كل ما يراه ويسمعه المرء في يومه يعكس كامل الحقيقة، أو حتى يعكس الواقع الحياتي الفعلي، واللبيب هو من يتقصى المعلومة ويتأكّد من الحقيقة قبل أن يُكَوِّن رأيه.
- أَصْلِح عيوبك وأشْغِل نفسك بنفسك: لا يشغل العاقل نفسه بتتبّع عيوب الناس، بل يُكَرِّس كل جهوده، الفكرية والنفسية والبدنية، في إصلاح نفسه بهدف عيش حياة مستقرة ومجزية، ومن يتتبّع مثالبه ربما سينجح في استبدالها بمناقب أخلاقية تفيده، في حياته الدنيا وحياته الآخرة.
لا تَكُن إِمَّعَة: يجدر بالأريب في شؤون الحياة الانسانية أن يكون سيّد نفسه، وسيّد رأيه وقراره، ولا يكن مُقَلِّدا أو تبعيا بشكل أعمى، أو يسهل التأثير عليه، فكريّا أو نفسيّا، وخير للمرء أن يتّكل على نفسه في إدارة شؤون حياته، ويزيل عن عقله وقلبه أصفاد التقليد الأعمى والانبهار المُفرِط بالآخرين!
- كُنْ من أهل القرآن"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"(الرعد 28).
كاتب كويتي
@DrAljenfawi