حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"(الحجرات 6).
يبهت الانسان الشخص الآخر الغائب عندما يقول عنه ما لم يفعله، أو يصفه بصفات سيئة ليست فيه، أو يذكر له عيوبا ومثالب ليست عنده، ويُخفي مناقبه الكريمة بهدف تشويه سمعته.
أو بقصد حرمانه من الاستفادة من مقوّمات النجاح المتاحة له في المجتمع، وبالطبع، فلا يبهت الناس وينمّهم ويفتري عليهم، ويُلصق بهم خصالا ليست في شخصياتهم، سوى من هو ذو طبع سيئ، ويقول نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في شأن البُهتان: "أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّه"(حديث شريف).
ومن بعض أسباب بُهتان البعض للإنسان الغائب، وبعض علامات ممارستهم لهذا السلوك الفاسد، نذكر ما يلي:
- أسباب بهتان الإنسان الغائب: التقوّل على الآخرين الغائبين هو تصرّف ممقوت، يمارسه أشخاص معيّنون منهم الحاسدون والنرجسيّون، والفاشلون حياتيًّا، خصوصا المصابين بعقد النقص والدونية، ويرجع بعض أسبابه البارزة إمّا لتوارث الباهت الحقد على ضحيته من والديه، أو لتطبّعه منذ الصغر على كره الضحية، بسبب اختلافه العرقي، أو المذهبي، أو الطبقي.
وكلما شحّت نفس المرء ضاق أفقه وزاد حسده، وربما بسبب امتلاك ضحية البهتان لمناقب يعجز عن امتلاكها غائبه لفساده الأخلاقي.
- علامات ممارسة البهتان: تظهر على الباهِتُ كثرة زلاّت اللسان التي تكشف حسده وحقده على ضحيته، والتي لا يغفل عنها أهل الفطنة.
ويظهر على من يمارس بهتان الغائب علامات القلق المفاجئ عندما يلتقي ضحيته في حضور من شوّه سمعته عنده، وربما تلاحظ تقبّض حاجبيه، وضيق حدقات عيونه، عندما يرى من يمقته سرًّا ويبهته وراء ظهره.
ومن أبرز علامات الانغماس في سلوكيات البُهتان مسارّة الباهِت للجالس الى جنبه بشكل لافت، بينما يشير الباهِت بعينيه تجاه ضحيته أثناء حديثه مع الآخر... فحَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيل!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi