الثلاثاء 01 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الإمَّعَة يتَّبع الناس دون تفكير

Time
الاثنين 11 مارس 2024
View
110
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يُصبح الشخص إمّعة عندما يتّبع الناس من دون تفكير، ويوافقهم على آرائهم، حتى لو تعارضت مع الحقّ والمنطق، والعدل والإنصاف، وهذا فرد ضعيف الشخصية، ومتردّد بشدّة، ولا يكاد يثبت على رأي واحد، وتتقاذفه أمواج أهوائه وفق قوّة تأثير الآخرين عليه، وهو لا يكاد يعرف نفسه بسبب جهله الشديد بها.

ومن بعض علامات وأسباب تحوّل الإنسان إِمَّعة، وكيفية الشفاء من هذه الحالة المرضية الفكرية والنفسيّة، نذكر ما يلي:

- علامات الإِمَّعَة: يميل الكائن الإِمَّعَة الى عدم الثبات على رأي أو موقف واحد، لأنه يكوِّن آراءه، ويتّخذ مواقفه الشخصية، وفقا لقوة تأثير الآخرين المحيطين به، فهو مُحاكٍ أعمى يُسيِّره أهواء وتوجهات أي شخص يملك قدرا من التأثير عليه فكريّا أو نفسيّا.

ويظهر على الإمَّعَة ميل ملاحظ الى تقليد كلام وتصرّفات الأغلبية من حوله، حتى لو كانوا على خطأ، أو باطل، وربما ستراه أول المنغمسين في القبلية والطائفية، وأي أيديولوجية مصطنعة تُبهِره شعاراتها الرنّانة.

- أسباب الإصابة بمرض الإمَّعَة: كلما زادت اتكالية الانسان على الآخرين ضعفت إرادته ورأيه.

وكلما اشتدت وطأة عقد النقص أو الدونية، مال الإِمَّعَة الى محاكاة من ينظر إليهم كقدوة له، ويتحوّل البعض الى مقلّدين عميان للآخرين لا يكادون يبصرون ما يدور حولهم، وربما بسبب تعرّضهم لتربية أسرية سيئة.

ويصاب الفرد بمرض الإمَّعَة عندما يقبل على نفسه الإهانة الخفيّة على أيادي الناس الآخرين، ويحاول تبريرها بحجج لا يقتنع بها هو نفسه، وبسبب رفضه الاختياري التعلّم من تجاربه الحياتية، وربما بسبب تطبّعه في بيئات قبلية، أو طائفية، أو فئوية نخبوية على الانقياد الأعمى وراء الآخرين.

- الشفاء من مرض الإمَّعَة: يجدر بمن يكتشف أنه يعاني من مرض الاتّباع الأعمى، والانقياد السهل وراء الناس، ويلاحظ ضعف إرادته، أن يحرص على إعادة اختراع شخصيته للأفضل، عن طريق إعادة التعرّف مرّة أخرى على أولوياته وأهدافه، وعلى قيمة ذاته، ومبادئه الأخلاقية، وتميّز تجاربه الحياتية.

وأن ينقّي و يطهِّر عقله في نهاية كل يوم من رواسب التأثيرات السلبية لأفكار وانطباعات الآخرين.

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار