السبت 21 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

القادم ليس أفضل...!

Time
الثلاثاء 12 مارس 2024
View
20
حسن علي كرم

محرك او مشغل مجموعة الـ80، وهي مجموعة من ثقاة الوطن المخلصين، الذين وضعوا انفسهم في مقدم الصفوف باعتبارهم "pure" كويتيين اصائل انقياء واتقياء (عيال بطنها)، يخافون على الكويت من تدنيسها من الخلطاء والمدعين ومنتهزي الظروف.

ورغم انني اؤيد بعض افكار هذه المجموعة، لا كلها الا ان التشكيك باخلاص وتفاني القادمين الجدد ونعتهم بـ"التزوير" هذا ما جعل كثيرا من الكويتيين الاصليين يعارضون افكار ومرئيات المجموعة.

فالغزو العراقي الغاشم على الكويت كان كافياً لنجدد هوية الوطن، خصوصاً بالدماء التي سالت على ارض الوطن، فهي كانت دماء كويتية خالصة ومخلصة لابناء الكويت بكل اطيافهم، الذين وحدهم الاحتلال الغاصب.

اما عن التزوير، فالحكومة تستطيع بجرة قلم شطب هؤلاء، ففي كل الاحوال الحديث عن المجموعة عارض، وليس موضوعنا الاساسي، الا ان ما دفعني ان احشر المجموعة كمقدمة للمقالة هو دعوة امينها العام "اهل الكويت" الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في الايام الاخيرة من رمضان الجاري، عندما نشر مقالة مطولة بعنوان "هل يقاطع اهل الكويت الانتخابات"؟

ورغم انني ارى ان المقالة تحرض على المقاطعة، وهو امر مخالف لقوانين النشر والوحدة الوطنية، الا أنه لا يبقى الا ان نحترم رأي اخينا الكبير ابو محمد الزواوي.

المجلس الاخير حُل باسباب رأتها السلطة السياسية تدخلا في اختصاص صاحب السمو امير البلاد، حفظه الله و رعاه، والحل هو ليس الحل الاول، ولن يكون الاخير طالما بقيت الاوضاع كما هي، ففي الستين سنة الماضية تدور البلاد حول نفسها، ولم يكن امام السلطة السياسية الا ان تلجأ الى الحل، وانتخابات جديدة، آملة ان القادم يستوعب اخطاء الماضي ولا يتخبط المجلس في المحاذير الدستورية، او التدخل في امور ليست من اختصاصه، بمعنى حرية الرأي للنائب مقيدة وفقاً لنصوص دستورية واللائحة الداخلية.

لكن بعض النواب، وهم قلة يعانون من مرض الانتفاخ والنجومية، ينسفون الدستور واللائحة واضعين النجومية والشهرة والشعبوية لكرسي لا يسوى فلساً اصفر ازاء خدمة الوطن والمواطن، وكلمة الحق.

انفلات اللسان وتجاوز الدستور واللائحة ليسا خطيئة ارتكبها المجلس الاخير المنحل، فما اكثر فلتات اللسان، وما اكثر النواب الذين قفزوا على مواد الدستور واللائحة كي يظهروا للجماهير ولناخبيهم حجم قوتهم الخطابية.

في مقالات سابقة كتبتُ ودعوتُ الى دورة تثقيفية للنواب، وبخاصة النواب الجدد، لا سيما في الدستور واللائحة والقضايا السياسية، وعلاقات الكويت الدولية وكيفية اعداد الميزانيات.

الا ان النائب يدخل المجلس نافخ ريشه كأنه طاووس، غير مدرك ان بقاءه في مقعده يعتمد على زلة لسان منه، فكم زلة لسان حلت المجلس، وكم نائبا خسر مقعده فقط لانه لم يخض معارك "دينكوشوتية".

لعل من يتابع اسماء المرشحين للانتخابات المقبلة، يلاحظ صنفين من المرشحين، مرشحين سابقين واخرين مستجدين، والنواب المستجدون لا يختلفون عن النواب السابقين، نفخة كاذبة.

اما من حيث الثقافة فهناك تركيز على المطالبات الشعبوية، متصورين ان وصولهم للمجلس طريقه البكاء على جيب الناخب، وكأنه يتضور جوعاً.

من هنا لا نتوسم خيراً بالقادم، طالما بقيت القضايا ترحل من مجلس الى مجلس، وبقيت الخلافات الحكومية -البرلمانية هي...هي، فما هو الحل، هل نغلق ابواب المجلس الى اجل معلوم ام الى الابد؟

من الخطأ في مجتمع ينبض بالنشاط والوعي السياسي والحرية، وبعد ممارسة ديمقراطية اصبحت الزاد اليومي للمواطن ان يتم اغلاق ابواب المجلس، وقتل الديمقراطية، فهو ليس دكاناً يفتح او يغلق بامر صاحبه.

الديمقراطية غذاء للروح وهواء يشتم فيه المواطن نسائم الحرية، والكويتيون ترعرعوا على نسائم الحرية، لذا ليس هناك مجال لغلق المجلس غلقاً ابدياً.

ايضا الزمن لا يقف معك، ناهيك انه تجاوز القمع ومصادرة الحريات، في عالم يتجه للحريات كحق للتعبير.

الاعتماد على وعي الناخب ليس هو الضمان المؤكد لقدوم مجلس عقلاني ومتعاون، ولا ضمان لعدم الصدام او التصادم ما بين المجلس والحكومة، الامر الذي لا يراهن عليه احد، من هنا فالمجلس القادم المولود من بطن المجلس المنحل الذي ولد من بطن المجلس الذي قبله.

فما هو الحل، هل تبقى البلاد في دوامة لا نهاية لها؟

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار