حوارات
توجد حالة نفسيّة مرضيّة يطلق عليها اضطراب الشخصية التمثيلي، أو اضطراب الشخصية الهستيرية، وأحيانا الشَخْصِيَّة التَمْثيلِيَّة.
وهي وفق بعض المصادر الطبيّة، اضطراب نفسيّ يظهر في أواخر مرحلة المراهقة، ولعل أبرز أعراض هذه الشخصية الغريبة هي سعي المصاب بهذا المرض الى لفت انتباه الآخرين إليه، بأي وسيلة كانت.
ومن بعض العلامات والأعراض الدّالة على هذه الحالة النفسيّة والفكرية المضطربة، نذكر ما يلي:
- الحاجة الماسّة إلى جذب انتباه الآخرين: يظهر في كلام وتصرّفات المصاب بمرض الشَخْصِيَّة التَمْثيلِيَّة الاستعراضيَّة، لا سيما أثناء استعماله لوسائل التواصل الاجتماعي، رغبة ماسّة وجوع وعطش شديدين للفت انتباه الناس إليه، بسبب ربط هؤلاء الأفراد المضطربين لنظرات الناس، ولآرائهم تجاههم بقبولهم، وبتقديرهم لأنفسهم وبثقتهم بها.
- الحساسية العاطفية والانفعالات وردود الأفعال المُفرِطة: ينفعل الممثل المضطرب بشدة، ولديه حساسية شديدة كذلك تجاه أي نوع من الانتقاد، ويميل الى الانغماس السريع في ردود أفعال مبالغ فيها وغريبة للغاية.
- تمثيل أدوار البطولة، والهياط، والسعي الى الشهرة: المصاب بداء الشخصية التمثيليّة مصاب كذلك بمرض الركض المستميت وراء الشهرة، وتأدية أدوار البطولات الخيالية، لكنه في حقيقة الأمر بطل من بلاستيك، لا يملك روح البطل الحقيقي ولا تصميمه، ولا مبادئه الأخلاقية، فهو مُهايِطٌ كبير، فقط لا غير.
- الاستعجال والتهوّر والطيش: يتّصف صاحب الشخصيّة التمثيليّة باستعجاله في إطلاق أحكامه الشخصية تجاه كل شيء يوجد في العالم الخارجي، وتلاحظ عليه تهوّره ورعونته وطيشه وسفاهته الواضحة.
- تقلّب المزاج: يمر بعض المضطربين بمراحل عدة من تقلّب المزاج خلال وقت قصير، وكأنهم في تغيّر أمزجتهم يشابهون حرباء تتلّون بشكل مستمر وفقًا للون الجسم الذي تلمسه.
- اضطراب العلاقات الفردية والاجتماعية: يندر ألاّ تسوء العلاقات الأسرية والفردية، والاجتماعية، في حياة المصاب باضطراب الشخصية الهستيرية بسبب مزاجيته المتقلّبة، وعدم إيفائه المتطلّبات الأخلاقية لعلاقاته المختلفة، ولنفور الأسوياء نفسيًّا منه.
- الاستعراض: المصاب بحالة اضطراب الشخصية التمثيلي ينظر الى نفسه في آن واحد كعارض أزياء، وكممثل درامي، وكمهرّج وكبهلوان يمشي على الحبل في سِركه الخاص، ويمثّل على خشبة مسرح حياته المضطربة!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi