زين وشين
نتمنى على بلدية الكويت، خصوصا إدارة تجهيز ودفن الموتى، إذا لم يتغير اسم الادارة حتى اليوم، نتمنى منها ان تطلب من "الداخلية" وضع نقطة شرطة عند بوابة المقبرة، بحيث لا تسمح بالدخول إلى المقبرة مع الجنازة إلا عشرة افراد فقط من عائلة المتوفى، والبقية يعودون من حيث جاؤوا، ويودعون ميتهم عند باب المقبرة من دون حضور الدفن!
هذا ما سوف يوصلوننا اليه بعد ان كتبوا الى جانب اسم المتوفى في المكان المخصص للعزاء "السلام بالنظر فقط"، كل هذا على وفق قولهم خوفا من انتشار الامراض بين الناس، وكأن الناس لا تجتمع وتختلط في الطائرات والسيارات، والأسواق والمدارس، وصالات الأفراح والجامعات، وأماكن العمل، وفي كل مكان؟
فهل كل هذا "حلال زلال"، إلا بالعزاء لا يسمح بالمصافحة ويكتفى بالنظر؟
السلام بالمصافحة له تأثير ايجابي على ذوي المتوفى، وهو سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الا يقول الجميع سلام السنة؟
يكفينا ان البعض ألغى التعزية في الدواوين، واقتصرها على المقبرة فقط، وقطع عرى التواصل بين الناس، وأحدث شرخا في العلاقات الاجتماعية، والان تطلب البلدية منا ان نسلم بالنظر، لتفصل العروة الأخيرة من عرى التواصل الاجتماعي، والقادم سيكون أصعب، فمن المحتمل ان يطلب من أهل المتوفى تسليم الجثة للبلدية عند باب المقبرة والعودة!
هذا ما سوف يوصلوننا اليه إذا قبلنا السلام بالنظر الذي سوف تتبعه خطوات، ستكون اصعب، اذ سوف يأتي يوم لن تجد من يصلي معك على ميتك، او يدفنه معك، ويدعو له سوى عمال البلدية، متناسين قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "من صلى على الميت وبقي حتى يدفن فله قيراطان والقيراط مِثلُ جبلِ أُحدٍ".
اتركوا الناس يعزون بعضهم بعضا كيفما شاؤوا، ولا تفرضوا قناعاتكم عليهم، فلكل امرئ شأن يغنيه، واسحبوا تلك العبارة التي نخشى أن يكون ما بعدها أصعب منها... زين.